حريق في محطة للطاقة الشمسية بهولندا.. والسبب موجة الحر الأوروبية

تشهد القارّة الأوروبية ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة، وبلغ تأثيرها أشُدّه في هولندا مع اشتعال حريق في محطة للطاقة الشمسية.

فقد فوجئ سكان مدينة سان فان غينت بمقاطعة زيلاند الهولندية بحريق يوم الثلاثاء 19 يوليو/تموز (2022) في مشروع للطاقة الشمسية تابع لشركة شل، حسبما نشرت موقع بي في ما غازين.

وكشفت فرق الإطفاء المحلية أن النيران اشتعلت في العشب المحيط بمحطة الطاقة الشمسية، وأسهم العشب الجاف والرياح العاتية في تأجّج الحريق. وأرجعت التقارير سبب الحادث إلى ارتفاع درجات الحرارة الشديد هذا الأسبوع في أوروبا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

تفاصيل الحادث
قالت وكالة السلامة الهولندية، إن فرق الإطفاء تمكّنوا من السيطرة على حريق في محطة للطاقة الشمسية خلال ساعتين، إذ بلغت المساحة التي طالتها النيران نحو 5 آلاف متر مربع.

وأضافت أن الحريق تسبّب في اشتعال العشب تحت الألواح الشمسية، إلذا أن الألواح نفسها لم تتأثر بالحادث. وأفادت التقرير أن الأضرار التي لحقت بالمحطة كانت محدودة، واستطاعت شركة شل إعادة توصيل الألواح الشمسية بشبكة الكهرباء بعد ظهر الأربعاء 20 يوليو/تموز (2022).

وقالت شركة شل إن سبب الحريق لم يُعرف بعد، والتحقيقات ما تزال جارية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. وباتت موجات الحر الشديدة أزمة تلاحق أوروبا، وارتفعت درجات الحرارة في هولندا إلى أكثر من 37 درجة مئوية يوم الثلاثاء 19 يوليو/تموز (2022).

وأصدرت البلاد تحذيرات تفيد بأن الحرارة الشديدة يمكن أن تشكّل تهديدًا على كبار السن والأطفال ومرضى الجهاز التنفسي، وحثّت على اتخاذ التدابير كافة عن طريق تقليل المجهود البدني والإكثار من شرب المياه، والبقاء في الظل لمواجهة خطر الجفاف.

محطة سان فان غينت
بدأت شركة “سولار إنرجي وركس” تطوير محطة للطاقة الشمسية في مدينة ساس فان غينت، إلّا أن شركة شل استحوذت عليها العام الماضي، ويتماشى ذلك مع خطّتها لتصبح جزءًا من تحوّل الطاقة في هولندا.

ووفقًا لموقع شركة شل، تغطي المحطة مساحة تبلغ 24.2 هكتارًا، بسعة تصل إلى 30 ميغاواط، وبلغت التكلفة نحو 31 مليون دولار، وتتكون من 55 ألف وحدة شمسية. وانتهت الشركة من عمليات البناء، وبدأت التشغيل الرسمي لمحطة الطاقة الشمسية في 9 مارس/آذار (2022)، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت الشركة، إن المحطة موقعها مناسب، إذ اختارت منطقة صناعية لم يعد من الممكن استخدامها للزراعة، ويمكن للحيوانات ممارسة أنشطتها. علاوة على ذلك، حافظت شركة شل على بركة كبيرة في وسط المحطة، لتوفير بيئة مناسبة للنباتات والحيوانات، كما تضع حياة الطيور في الحسبان، وتولي اهتمامًا إضافيًا بالأشجار التي تطوّق المحطة.

شل.. والطاقة الشمسية
في الوقت الراهن، تعمل شركة شل على تعزيز مكانتها في قطاع الطاقة المتجددة، وخصوصًا الطاقة الشمسية، بجميع أنحاء العالم.

وتمتلك الشركة الآن 4 محطات للطاقة الشمسية في هولندا، فإلى جانب محطة ساس فان غينت، لدى الشركة محطة للطاقة الشمسية في بلدة موردايك، تتكون من 76 ألف من الألواح الشمسية بقدرة 27 ميغاواط، ومحطة في هيرنفين بقدرة 14 ميغاواط، ومحطة في إيمين بقدرة 12 ميغاواط. بالإضافة إلى ذلك، تعمل شركة شل على تطوير محطة في بوتينديك تجمع بين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

هولندا تلجأ إلى الطاقة النووية لتعويض إمدادات الغاز الروسي

طلبت هولندا من ألمانيا النظر في إبقاء محطات الطاقة النووية مفتوحة، إذ تواجه أوروبا أسوأ أزمة طاقة لها منذ عقود. يأتي ذلك بالتزامن مع سعي هولندا لوقف استيراد الغاز الروسي هذا العام، في ظل سعي الدول الأوروبية إلى التخلص من واردات الطاقة الروسية.

وأزال المسؤولون الهولنديون القيود المفروضة على محطات الكهرباء العاملة بالفحم لتحسين أمن الطاقة، وانضموا إلى الدول الأوروبية الأخرى في التحول إلى الوقود الأحفوري الملوث بشدة، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ. وتخطط هولندا -أيضًا- لافتتاح محطتين نوويتين جديدتين في ثلاثينيات القرن الحالي، والإبقاء على تشغيل المفاعل النووي الوحيد في البلاد “بورسيلي” حتى عام 2033 أو ما بعده.

كما كثفت البلاد وارداتها من الغاز الطبيعي المسال عن طريق البحر، فضلًا عن إمكان التنقيب في حقل غاز غرونينغن، التي تضعه خيارًا أخيرًا، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

طلب هولندي “صعب المنال”
قدّم وزير المناخ وسياسة الطاقة الهولندي، روب جيتين، الطلب إلى وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إلا أنه اعترف بأن فرص حدوث ذلك ضئيلة. وقال جيتين -في مقابلة يوم الأربعاء في لاهاي-: “سألتهم فقط عما إذا كان من الممكن تقنيًا إبقاء محطات الطاقة النووية مفتوحة”، في إشارة إلى اجتماعه مع هابيك.

وأضاف: “لقد اتخذوا الكثير من الإجراءات لإغلاقها، وربما لا يوجد وقود كافٍ لإبقائها مفتوحة لمدّة أطول قليلًا”، إذ استبعدت ألمانيا تقريبًا تمديدًا آخر لمحطاتها النووية، متذرعة بمخاطر تقنية. كما أكد جيتين أن أزمة الطاقة ساعدت في تحسين العلاقات الهولندية الألمانية، مشيرًا إلى تحسين التعاون بشأن الهيدروجين والغاز ومحطات طاقة الرياح في بحر الشمال، الذي اختلفت الدولتان حول حدوده منذ مدّة طويلة.

الغاز أم الطاقة النووية؟
يُمكن لهولندا استخراج 50 مليار متر مكعب إضافية من الغاز كل عام من حقل غاز غرونينغن، بحسب بلومبرغ. ومع ذلك، فإن السلطات الهولندية -التي تحذر من الزلازل الناجمة عن الحفر، والتي ألحقت أضرارًا بالمدن- قالت مرارًا وتكرارًا إنها تخطط لخفض الإنتاج، مشددة على أن زيادة الإنتاج تُعد ملاذًا أخيرًا فقط.

وقال وزير الدولة لشؤون التعدين هانز فيلبريف، إنه “واضح تمامًا” أن محطات الطاقة النووية هي خيار أكثر أمانًا من الحصول على المزيد من الغاز من غرونينغن. وأضاف فيلبريف -وهو المسؤول عن غرونينغن- أن الحكومة قد تقرر إنتاج المزيد منه، إذا قُطع الغاز الروسي بالكامل، وواجهت الأسر خطر نقص الإمدادات.

من جانبه، شدد وزير المناخ الهولندي، روب جيتين، على أن ألمانيا وفرنسا وبلجيكا قد تؤجل -أيضًا- صيانة بعض محطات الكهرباء الخاصة بها حتى العام المقبل أو 2024. وقال: “يُمكن للجميع فعل الكثير قبل أن ندخل في مسألة غرونينغن”.

إغلاق المحطات النووية في ألمانيا
أغلقت ألمانيا 3 من آخر 6 محطات للطاقة النووية العام الماضي؛ ومن المقرر حاليًا إغلاق المحطات الـ3 المتبقية بحلول نهاية هذا العام. واستبعدت الشركات التي تدير محطات الطاقة النووية الـ3 في ألمانيا إطالة عمر منشآتها؛ وعلى الرغم من أن بعض السياسيين في برلين طالبوا بالتمديد، فقد رفضت الحكومة الائتلافية قبول الفكرة.

وستجري عمليات الإغلاق حتى بعد أن أغلقت ألمانيا طواعية خط أنابيب الغاز الروسي نورد ستريم 2، وخفّضت واردات الطاقة الروسية من خلال خطوط أخرى، وفق ما نقلته منصة “روسيا اليوم”.