هل تعود أسعار الغاز في ألمانيا إلى مستويات 2021؟ وزير الاقتصاد يجيب

قال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، يوم الجمعة 30 سبتمبر/أيلول، إن الحكومة في ألمانيا لن تدعم أسعار الغاز، نزولًا لما كانت عليه في عام 2021، وليس لمدة طويلة جدًا.

يأتي ذلك على الرغم من “الدرع الدفاعي” بقيمة 200 مليار يورو (196 مليار دولار)، الذي أعلنته الحكومة الألمانية، أمس الخميس 29 سبتمبر/أيلول (2022)، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضح الوزير أن ضوابط أسعار الغاز في ألمانيا ستغطي 80% فقط من الاستخدام المنزلي العادي، لتشجيع المستهلكين على توفير الطاقة، وتجنّب أي نقص محتمل، حسبما نشرت وكالة رويترز.

زيادة استهلاك الطاقة
أكد وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، أن نسبة 20% التي تزيد على الاستهلاك العادي ستجعل المستهلكين مضطرين إلى دفع الفاتورة بالكامل. وأشار إلى أن تكلفة الجزء، الذي تغطيه ضوابط أسعار الغاز، لن تكون قريبة من المستويات التي شُوهدت قبل الحرب في أوكرانيا، مضيفًا أن ألمانيا في “وضع متوتر للغاية” فيما يتعلق بإمدادات الطاقة

وقال إنه “إذا لم يُدخر الغاز، وإذا لم تُقلل الأسر من استهلاكها، فإننا ما نزال نخاطر بعدم وجود ما يكفي من الغاز في الشتاء”. تُجدر الإشارة إلى أن مؤشر أسعار الغاز الهولندي لشهر أقرب استحقاق، -وهو المؤشر الأوروبي- أغلق مرتفعًا بنسبة 7% عند 186.10 يورو (181.71 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، حسبما أوردت وكالة بلومبرغ.

ارتفاع الأسعار
ارتفعت أسعار الغاز في المملكة المتحدة بنسبة 34%، قبل أن تغلق مرتفعة بنسبة 6.2% عند 255.65 بنسًا لكل 100 ألف وحدة حرارة بريطانية. وقالت الهيئة المنظمة لشبكة الغاز في ألمانيا -التي ستكون مسؤولة عن تقنين الغاز في حالة طوارئ الإمداد، يوم الخميس 29 سبتمبر/أيلول-، إن “الاستهلاك المنزلي مرتفع للغاية، إذ لا يمكن استدامته”، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأفادت هيئة الشبكة الفيدرالية بأن استهلاك الغاز الطبيعي، الأسبوع الماضي، من جانب الأسر الألمانية والصناعات الصغيرة كان 483 غيغاواط/ساعة، بزيادة 14.5% على المتوسط لذلك الأسبوع على مدى السنوات الـ4 الماضية.

الطاقة النووية.. هل تمدد ألمانيا عمل المحطات المتبقية؟

على الرغم من مواجهتها أزمة ضخمة تتعلق بإمدادات الطاقة، في ظل خلافها مع روسيا؛ فقد استبعدت ألمانيا الاعتماد على الطاقة النووية باعتبارها بديلًا لاستخدام الغاز.

وقال وزير الاقتصاد والعمل المناخي الألماني، روبرت هابيك، إنه يستبعد تمديد عمر المحطات النووية الـ3 المتبقية في البلاد من أجل توفير الغاز، وفق ما نقلت عنه وكالة رويترز. وأوضح هابيك، خلال مناقشة مع المواطنين، أن الطاقة النووية في ألمانيا ستوفر 2% على الأكثر من استخدام الغاز، مؤكدًا أن هذه النسبة لا تُعَد كافية من أجل إعادة فتح النقاش حول دور المحطات النووية، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقف استخدام الطاقة النووية
قال وزير الاقتصاد الألماني، عضو حزب الخضر، روبرت هابيك، إن قرار استمرار الاعتماد على الطاقة النووية لحل الأزمة المتوقعة، يُعَد قرارًا خاطئًا بالنظر إلى القليل الذي يمكن إنقاذه. ويعول الكثيرون داخل ألمانيا على الطاقة النووية، باعتبارها بديلًا قد يحل أزمة الغاز التي تواجهها البلاد حاليًا، ومن المتوقع تفاقمها مع دخول فصل الشتاء المقبل، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل، قد تبنّت تشريعًا يوقف استخدام المحطات النووية بحلول نهاية العام الجاري، وقد حظي هذا التشريع بتأييد أغلبية الناخبين، ولا سيما مع تزامنه مع كارثة فوكوشيما النووية التي وقعت عام 2011. وعلى الرغم من وجود هذا التشريع؛ فقد دعمت المخاوف من حدوث أزمة طاقة عميقة في الشتاء من توجهات الألمان لتأييد استخدام الطاقة النووية، خاصة بعد تراجع عمليات تسليم الغاز الروسي، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

محطة الطاقة النووية في بافاريا
قال وزير الاقتصاد الألماني إنه يؤيد تمديد عمر محطة طاقة نووية واحدة في بافاريا، إذا أظهر اختبار الإجهاد أن هذا التمديد ضروري لضمان استقرار الطاقة وإمدادات شبكة الكهرباء في الشتاء. وكان المستشار الألماني، أولاف شولتس، قد أعلن أن نتيجة اختبار الإجهاد يجب أن تأتي بحلول نهاية شهر أغسطس/آب (2022) الجاري، أو بداية شهر سبتمبر/أيلول المقبل، وعندها فقط سيُتَّخَذ قرار، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال المستشار الألماني إن الوضع في فرنسا -حيث ما يقرب من نصف مفاعلات الطاقة النووية لديها غير متصلة بالإنترنت بسبب مشكلات تتعلق بالتآكل والصيانة- أظهر مدى إشكالية التكنولوجيا في هذه الأزمة.

مؤيدون لتمديد المحطات النووية
اتهم هابيك الولاية الجنوبية ومركز التصنيع، الذي يعتمد على محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز، ويملك عددًا قليلًا من المحطات العاملة بالفحم، بالمساهمة في الأزمة الحالية، مع فشله في بناء محطات لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح.

في المقابل، أيّد وزير المالية الألماني، كريستيان ليندنر، تمديد عمر محطات الطاقة النووية في ألمانيا لمدة محدودة، بدلًا من إعادة تشغيل محطات الفحم. وأضاف: “يجب ألا نكون متشددين للغاية، لكننا ننظر إلى الاحتمالات كافة”، لافتًا إلى أنه سوف يكون منفتحًا على تمديد المحطة لعدة سنوات، في ظل ظروف الطاقة الصعبة في الوقت الحالي.