إندونيسيا تخطط لشراء حصة شل في مشروع غاز مسال

تصبُّ جاكرتا تركيزها -حاليًا- على إحياء مشروع للغاز المسال قبالة السواحل الإندونيسية من خلال شراء حصة شركة شل في مشروع أبادي للغاز المسال. وقدّمت اليابان عرضًا لمنح إندونيسيا قرضًا لشراء حصة شركة الطاقة العملاقة البالغة 35% في المشروع المقترح بمربع ماسالا، الذي تديره شركة “إنبكس” اليابانية وتمتلك الحصة المتبقية (65%)، حسبما نقل موقع إنرجي فويس.

وفي 27 يوليو/تموز (2022)، اتفق الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، ورئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، مبدئيًا على إحياء مشروع ماسالا، الذي كافح لمدة طويلة لإحراز أي تقدم. ووافق الرئيس الإندونيسي على شراء حصة شل في المشروع، بعدما عرضت اليابان قرضًا رسميًا من خلال بنك اليابان للتعاون الدولي، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

دراسة المقترح
أصدر الرئيس الإندونيسي تعليمات إلى شركة النفط الوطنية “بيرتامينا” باستكشاف مدى إمكان شراء حصة شل، التي تتراوح قيمتها بنحو 800 مليون دولار ومليار دولار. وسبق أن صرّح وزير الاستثمار الإندونيسي، بهليل لهاداليا، بأن هيئة الاستثمار الإندونيسية المملوكة للدولة قد تكون مشتريًا محتملًا للحصص -أيضًا-.

وقالت هيئة تنظيم قطاع المنبع في إندونيسيا، يوم الأربعاء 3 أغسطس/آب (2022)، إن الحكومة تناقش مقترح شراء شركة بيرتامينا حصة شل البالغة 35%. وأضافت أن الشركة تراجع التفاصيل التجارية، وتتوقع الانتهاء من دراسة المقترح بحلول سبتمبر/أيلول (2022).

ففي الآونة الأخيرة، استحوذت شركة بيرتامينا على مربعات ضخمة، وتعمل الحكومة منذ مدة على وضع أدوات تمويل لمساعدة الشركة على الشراء، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. وكان المشروع قد واجه تحديات صعبة، بداية من كسب الزخم اللازم، وعدم نجاح شل في سحب استثماراتها حتى الآن، وخلق ذلك المزيد من الشكوك بشأن المشروع المتعثر، إذ يحتوي حقل “أبادي” على 360 مليار متر مكعب من الغاز. ورغم قرب المنطقة من أسواق الطلب في آسيا، فقد تبين أنه من الصعب العثور على مشترٍ لواحد من أكبر موارد الغاز غير المطورة في العالم.

أهمية المشروع
يُعد تطوير مربع ماسالا أمرًا مهمًا لإندونيسيا، خاصة أنها تسعى إلى زيادة أنشطة المنبع للغاز الطبيعي خلال هذا العقد. كما يتميّز المشروع بقدر كبير من الأهمية الإستراتيجية لليابان بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، لا سيما بعد انضمامها إلى الدول الغربية بفرض عقوبات على موسكو، وأصبحت مصالحها في مشروع “سخالين 2” للغاز المسال بأقصى شرق روسيا، مهددة بالخطر.

وفي وقت سابق من عام 2022، قالت شركة إنبكس -أكبر شركة للتنقيب عن النفط والغاز في اليابان- إنها تأمل بدء الإنتاج من ماسالا في أوائل العقد الثالث من القرن الحالي، في حال اتخذت قرارًا استثماريًا نهائيًا في النصف الثاني من هذا العقد. وقالت -خلال إعلان نتائج النصف الأول- إنها تواصل المفاوضات مع الحكومة الإندونيسية والجهات المعنية لإعادة مراجعة خطة التطوير، بهدف الوصول إلى قرار الاستثمار النهائي في الموعد الذي حددته.

ويشكّل مقترح تطوير محطة إسالة برية في “أبادي” بسعة 9.5 مليون طن سنويًا تحديًا تقنيًا، وكان من المتوقع أن تكلف قرابة 18 مليار دولار إلى 20 مليار دولار قبل النظر في فكرة احتجاز الكربون وتخزينه. ويضم المشروع وحدة عائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ قادرة على معالجة 1.8 مليار قدم مكعبة يوميًا من الغاز، ومعالجة 36 ألف برميل من المكثفات، إلى جانب خط أنابيب في المياه العميقة يربط بين حقل أبادي ومرافق الإسالة المقترحة في جزيرة يامدينا.

كما أضافت الحاجة إلى استخدام تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه واستخدامه المزيد من التعقيد والتكلفة إلى المشروع. ومن المفارقات أن المشروع كان من الممكن أن يحقق نتائج ملموسة -حاليًا- إذا لم يعترض الرئيس الإندونيسي على فكرة إنشاء محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال المقترحة في عام 2016. وفي ذلك الوقت، قدرت شركتا إنبكس وشل المقترح بتكلفة تصل إلى 14 مليار دولار.

مشروع جديد لإنتاج الهيدروجين الأخضر في إندونيسيا

تعتزم شركة بيرتامينا الإندونيسية التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، لتحقيق هدفها المتمثل في إضافة 10 غيغاواط من سعة توليد الطاقة النظيفة بحلول عام 2026، تماشيًا مع خطة التحول الخضراء لعام 2050، بحسب ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.

وسعيًا وراء تحقيق مستهدفاتها الخضراء الطموحة، تهدف شركة التكرير المملوكة للدولة إلى إطلاق مشروع تجريبي للهيدروجين الأخضر في منطقة أولوبيلو الحرارية الأرضية في لامبونع بإندونيسيا بحلول عام 2023، وفقًا لمنصة آرغوس ميديا. ويُنتج الهيدروجين الأخضر عند فصل المياه إلى هيدروجين وأكسجين عن طريق التحليل الكهربائي المُولد من مصادر متجددة للطاقة.

استخدامات الهيدروجين الأخضر
تهدف شركة بيرتامينا الإندونيسية إلى إنتاج ما يصل إلى 100 كيلوغرام يوميًا من الهيدروجين الأخضر من مشروعها التجريبي، بصفته جزءًا من خطتها لتنويع مصادر الطاقة الحرارية الأرضية.

وقال نائب رئيس شركة بيرتامينا لتخطيط الأعمال والمشروعات، فادي ناسوتيون، إن المشروع يهدف إلى توفير الهيدروجين لمصنع البولي بروبيلين التابع للشركة في بلاجو بالإضافة إلى تلبية الطلب المحلي على البتروكيماويات، وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع البولي بروبيلين 45 ألف طن سنويًا. والمشروع حاليًا في مرحلة الانتهاء من التصاريح البيئية، وتصل الطاقة الإنتاجية لموارد بيرتامينا الحرارية الأرضية إلى 8 آلاف و600 كيلوغرام يوميًا من الهيدروجين الأخضر، بحسب بيانات سابقة صادرة عن الشركة.

وفي مايو/أيار من العام الجاري (2022)، وقّعت بيرتامينا اتفاقية مع شركة “إكسون موبيل” لتقييم إمكان التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، وإنتاج الهيدروجين في 3 حقول للنفط والغاز تابعة لشركة التكرير الإندونيسية في منطقة جاوة الغربية ومنطقة شرق كاليمانتان. وتبلغ القدرة العالمية الحالية لالتقاط الكربون وتخزينه 40 مليون طن سنويًا، منها 70% تُستخدم في قطاع إنتاج النفط والغاز.

وتخطط إندونيسيا التي تعتمد بصورة كبيرة على الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء، لخفض الانبعاثات بنسبة 29% بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد الكربوني في البلاد بحلول عام 2060. وتهدف الدولة الآسيوية إلى مضاعفة إسهام مصادر الطاقة المتجددة في مزيج توليد الكهرباء لديها إلى 23%، بحلول عام 2025.

الطاقة المتجددة في بيرتامينا
وضعت بيرتامينا الإندونيسية خططًا لتسريع الاستثمار في قطاعي الطاقة الجديدة والمتجددة في أحدث أجندة لانتقال الطاقة. وتهدف الشركة إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 30%، وزيادة مزيج الطاقة المتجددة إلى 17.7% بحلول عام 2030.

وتعتزم شركة التكرير الإندونيسية رفع قدرتها الحرارية الأرضية إلى ألف و128 ميغاواط في عام 2026 من 672 ميغاواط في عام 2020، إلى جانب قدراتها في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية. وتخطط بيرتامينا لتوليد الهيدروجين الأخضر من قدراتها الجديدة من مصادر الطاقة المتجددة، والهيدروجين الرمادي من مصافي التكرير الحالية.

يرى نائب رئيس شركة بيرتامينا لتخطيط الأعمال والمشروعات، فادي ناسوتيون، أن الطلب العالمي المستقبلي على الهيدروجين يأتي بصورة أساسية من قطاع التنقل للمركبات وحزم طاقة وقود الهيدروجين، خاصة من دول شرق آسيا مثل اليابان وكوريا الجنوبية التي لديها أهداف لاستخدام الهيدروجين في مزيج الطاقة في المستقبل. وقال ناسوتيون: “هؤلاء هم عملاؤنا المحتملون”.

وكانت بيرتامينا قد أعلنت في وقت سابق، أن مصادر الطاقة المتجددة -بما في ذلك الطاقة الحرارية الأرضية- ستشّكل 47% من الطلب على الطاقة الأولية في إندونيسيا عام 2050، في إطار سيناريو التحول الأخضر للشركة مقارنة بـ29% في الوقت الحالي.

“مبادلة للبترول” تعلن اكتشاف غاز قبالة سواحل إندونيسيا

أعلنت شركة مبادلة للبترول الإماراتية اكتشاف غاز في منطقة الامتياز التي تديرها قبالة سواحل إندونيسيا. وكشفت شركة الطاقة الدولية في أبوظبي عن اكتمال العملية الاستكشافية لحفر البئر “تيمبان- 1” الذي يبعد 150 كيلومترًا عن سواحل شمال جزيرة سومطرة الإندونيسية، والذي نتج عنه اكتشاف عمود غاز بطول 390 قدمًا في منطقة الامتياز البحري “أندامان – 2”.

تتولى “هاربر إنرجي” تشغيل منطقة الامتياز البحري “أندامان – 2” بحصّة نسبتها 40% من الحقل، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية. وخَلُصت اختبارات الحفر إلى اكتشاف غاز عالي الجودة بمعدل تدفّق يصل إلى 27 مليون قدم مكعب يوميًا، بالإضافة إلى 1884 برميل من المكثفات يوميًا، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة.

استثمارات مبادلة في إندونيسا
تشكّل النتائج أهمية بالغة، بصفتها إشارة قوية لمنطقتي الامتياز المجاورة “أندامان 1” و”جنوب أندامان”، واللتين تمتلك فيهما مبادلة للبترول حصة مشاركة تبلغ نسبتها 80%، وتحتويان على موارد وأهداف عديدة غير مستكشفة.

تعدّ مبادلة للبترول هي الشركة المالكة لأكبر مساحة امتياز في منطقة أندامان، إذ ستدعم النتيجة الإيجابية التي حُصِلَ عليها من اكتشاف “تيمبان – 1” تقليل المخاطر المصاحبة للموارد غير المكتشفة التي قد تزيد عن عدّة تريليونات قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وتوفير الأساس اللازم لتحقيق النمو المستقبلي، بما يتماشى مع الإستراتيجية المنحازة للغاز الطبيعي التي تنتهجها الشركة.

تأمين احتياجات الطاقة
قال الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للبترول، منصور آل حامد: “إن إستراتيجيتنا طويلة المدى في إندونيسيا تبرز من خلال التزامنا بالنمو في أسواقها، كما تعزز في الوقت ذاته قوة شراكاتنا”.

وأضاف أنه في ظل تنامي الطلب على الغاز الطبيعي بجميع أنحاء منطقة جنوب شرق آسيا، فإن الاكتشاف يدعم إستراتيجية الشركة المنحازة للغاز الطبيعي، كما يسهم في تلبية احتياجات الطاقة في هذه السوق التي تمتاز بالديناميكية وسرعة النمو.

ومع وصول حقل روبي للغاز الذي تشغّله مبادلة للبترول في إندونيسيا إلى مرحلة إنتاج الغاز التراكمي بما تعدّى 250 مليار قدم مكعب، يكون قد بلغ الآن مرحلة متأخرة من عمر الحقل. وأشار إلى أن هذه الاكتشافات ستوفر فرص تطوير كبيرة للأعمال الحالية التي تتولاها الشركة على المدى الطويل.