اليونان تعزز التعاون بين الاتحاد الأوروبي والعالم العربي

قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، خلال كلمة الترحيب بمنتجع أثينا حول سوريا، إن المجتمع الدولي يجب أن يهدف إلى حماية سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها. وأضاف في الاجتماع الذي عقد في كافوري على الساحل جنوب أثينا أن هذه العوامل تشكل المبادئ الأساسية لسياسة اليونان الخارجية. وقال دندياس إن الحرب في سوريا “أصبحت بؤرة أزمة إنسانية خطيرة وتدخلات عسكرية غير مشروعة من قبل أطراف ثالثة ضد القوانين الدولية، كما شهدنا ظهور شبكات إرهابية وإجرامية”.

وأشار الوزير إلى أن اليونان كدولة قريبة جدًا من سوريا ولها علاقات تاريخية قوية معها – بما في ذلك مجتمعاتها المسيحية المحلية – شعرت بتداعيات الحرب بشكل مباشر. تحاول اليونان المساعدة بكل وسيلة ممكنة في الجانب الإنساني، من خلال جهود الأمم المتحدة وبالتنسيق مع شركائها في الاتحاد الأوروبي. وبهذه الروح، قال ديندياس، تدعم اليونان بقوة جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا، غير بيدرسن، الذي التقى به في وقت سابق اليوم.

لقد سلط تدهور العلاقات مع روسيا الضوء على أهمية الدول العربية في أمن الطاقة والغذاء في أوروبا. ونتيجة لذلك، أصبح تعاوننا مع اللاعبين الإقليميين أولوية كبيرة لليونان، ولكننا نعتقد أيضًا بالنسبة للاتحاد الأوروبي أيضًا “. بالإضافة إلى ذلك، أكدت الحرب في سوريا على ضرورة حماية المدنيين من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي بشكل عام، بينما قدمت اليونان مساعدات إنسانية لسوريا، وبعد الزلازل الكارثية، للمدنيين في تركيا أيضًا. ينظم معتكف أثينا حول سوريا الاتحاد الأوروبي بمساعدة وزارة الخارجية اليونانية. ويحضرها الممثلون الخاصون لسوريا من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وغيرهم.

الطاقة الشمسية في اليونان تتفوق على المصادر المتجددة للمرة الأولى

في إطار اتجاه دول أوروبا إلى تنويع مصادر الطاقة بعيدًا عن الغاز الروسي والوقود الأحفوري، تفوّقت الطاقة الشمسية في اليونان على بقية مصادر الطاقة المتجددة، وتخطت قدرتها طاقة الرياح للمرة الأولى طبقًا لبيانات رسمية. ولقيت طاقة الرياح في الآونة الأخيرة تحديات عدة بالدولة الواقعة جنوب شرق أوروبا، أبرزها تأخُّر إصدار التراخيص وارتفاع التكلفة، بحسب صحيفة بلقان غرين إنرجي نيوز.

ويأتي هذا في حين تجد دول أوروبية عدة ضالتها في مصادر الطاقة المتجددة، بعدما أثبت الغزو الروسي لأوكرانيا قبل ما يقرب من 6 أشهر أن الاعتماد على مصدر طاقة واحد يهدد أمن الإمدادات للبلاد التي تركز وجهتها على الوقود الأحفوري، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

مصادر الطاقة المتجددة في اليونان
حظيت اليونان بإضافات جديدة للطاقة المتجددة خلال شهر مايو/أيار من العام الجاري (2022) إذ ثُبت ما يقارب من 207.4 ميغاواط، تبعًا لبيانات رسمية حديثة صادرة عن مُشغل مصادر الطاقة المتجددة وضمان المنشأ “دابيب”. وقُسّمت القدرات المثبتة للطاقة المتجددة بين 153.2 ميغاواط للطاقة الشمسية مقابل 51.8 ميغاواط لمزارع الرياح خلال الشهر ذاته.

وتأتي تلك البيانات بالمخالفة لواقع الطاقة الشمسية في اليونان قبل 3 سنوات، إذ ثُبتت مصادر للطاقة المتجددة بنحو 904 ميغاواط عام 2019 مقسمة (747 ميغاواط لصالح مزارع الرياح، مقابل 147 ميغاواط فقط لصالح الطاقة الشمسية). وتُشير البيانات الحديثة إلى تثبيت 4 غيغاواط و294 ميغاواط من طاقة الرياح بصورة إجمالية في البلاد مقابل 4 غيغاواط و173 ميغاواط لصالح الطاقة الشمسية في اليونان.

ورغم ذلك، فإن خطط مشروعات التركيبات الشمسية على الأسطح قيد التطوير -المقدرة بما يصل إلى 371 ميغاواط- تدفع الطاقة الشمسية في اليونان إلى التفوق على طاقة الرياح للمرة الأولى. ومن المتوقع إضافة سعات جديدة للطاقة المتجددة في البلاد، بما يصل إلى 1900 ميغاواط العام الجاري (2022)، من ضمنها 950 ميغاواط للطاقة الشمسية، و910 ميغاواط من إنتاج محطات الكهرباء المعتمدة على طاقة الرياح، بحسب توقعات “دابيب”.

أداء طاقة الرياح
يعود تفوّق السعة المثبتة لمرافق الطاقة الشمسية في اليونان على طاقة الرياح إلى أسباب عدة أدت إلى تراجع تركيبات طاقة الرياح على أساس سنوي خلال النصف الأول من العام الجاري التي سجلت 83 ميغاواط مقابل 260.5 ميغاواط خلال المدة ذاتها من العام الماضي (2021)، بحسب بيانات جمعية طاقة الرياح اليونانية.

وبالنظر إلى مشروعات الرياح على أرض الواقع، فإنه حتى نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي ما زالت مزارع بسعة 650 ميغاواط في طور البناء، وينحدر ذلك عن توقعات “دابيب”، إذ يتوقع دخول المزارع الجديدة حيز التشغيل في غضون الشهور الـ12 المقبلة. وبالإضافة إلى أن السعة الجديدة للمزارع لن تدخل حيز التشغيل خلال العام الجاري (2022)، انخفض عدد العروض المقدمة لمناقصة الطاقة المتجددة الجارية لسعة تقارب 1 غيغاواط.

وحتى يوم 8 أغسطس/آب الجاري -آخر موعد للتقدم بالعروض- قُدّم 34 طلبًا لتركيب سعة قدرها 954 ميغاواط، من بينها طلبات لتثبيت منشآت طاقة شمسية بسعة 597 ميغاواط ومشروعات لطاقة الرياح، بما يصل إلى 357 ميغاواط.

تحديات سببت التراجع
على عكس مشروعات الطاقة الشمسية في اليونان، واجهت المشروعات الجديدة لطاقة الرياح تحديات عدة، أبرزها ارتفاع التكلفة والتأخر في إصدار التراخيص والموافقات. ويُشار إلى أن تكلفة منشآت الرياح الجديدة وقعت العام الماضي تحت تأثير أزمة الطاقة والتخضم، إذ تفوق تكلفة المواد المستخدمة لبنائها تكلفة منشآت الطاقة الشمسية في اليونان، ما يتطلب زيادة حزمة الاستثمارات لإتمامها.

ومن زاوية أخرى، يستغرق إصدار التراخيص والموافقات اللازمة لبناء مزارع الرياح مدة طويلة مقارنة بغيرها من مشروعات الطاقة المتجددة الأخرى بمعدل يزيد على 7 أعوام، ويعود ذلك إلى مخاوف الهيئات العامة من ردود الأفعال المحلية. وأُعلن نهاية الشهر الجاري إقرار أول قانون ينظم صناعة الرياح البحرية يُتيح تركيب 2 غيغاواط بحلول نهاية العقد (2030)، غير أنه واجه معارضات بيئية واسعة النطاق.