التسخين بالطاقة الشمسية يتصدر مباحثات تعاون مصرية تونسية

زار وفد صناعي مصري تونس مؤخرًا؛ بهدف التعرف على تجربتها في مجال التسخين بالطاقة الشمسية، والتعاون ونقل تقنياته المتطورة إلى القاهرة.

وقال بيان من وزارة التجارة والصناعة المصرية، حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه، اليوم السبت 25 يونيو/حزيران، إن وفدًا من مركزي تكنولوجيا الإنتاج الأنظف التابع لمراكز التكنولوجيا والابتكار الصناعي، وتحديث الصناعة، التابعين لها، زارا تونس لنقل تجربتها في تسخين المياه بالطاقة الشمسية إلى القطاع الصناعي المصري.

ويأتي ذلك في إطار مشروع “التسخين الشمسي في العمليات الصناعية”، الذي ينفذه المركزان بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “اليونيدو”، وبتمويل من مرفق البيئة العالمي.

تعميق التصنيع
قال معاون وزيرة التجارة والصناعة المصرية لشؤون الصناعة والمشرف على مراكز التكنولوجيا والابتكار الصناعي، أحمد رضا، إن مشروع التسخين بالطاقة الشمسية في العمليات الصناعية، يستهدف تعميق التصنيع المحلي لتقنيات الطاقة المتجددة، وتشجيع تطبيقها في قطاع الصناعة. وأضاف أن هذا المشروع يستهدف الحد من استخدام الطاقة التقليدية في العمليات الصناعية في مصر وتنويع مصادر الطاقة وتوفيرها لهذا القطاع.

وتابع رضا أن زيارة وفد الوزارة لدولة تونس، استهدفت تبادل الخبرات، واستعراض التجربة التونسية، ونقل تكنولوجيات التسخين بالطاقة الشمسية إلى السوق المصرية، وبناء قدرات الكوادر الفنية، وتوفير فرص عمل جديدة، وتشجيع مشروعات ريادة الأعمال.

خريطة طريق
قال المدير التنفيذي لمركز تحديث الصناعة، محمد عبدالكريم، إن المركز يجهز حاليًا خريطة طريق لدعم التصنيع المحلي لأنظمة التسخين بالطاقة الشمسية، بالتعاون مع القطاع الخاص، والجهات المعنية، وبدعم من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية.

وأوضح المدير التنفيذي لمركز تكنولوجيا الإنتاج الأنظف، محمد صبري، أن الوفد الصناعي الذي زار تونس، اطلع على العناصر المختلفة لسوق الطاقة الشمسية الحرارية هناك، من خلال لقاءات مع مقدمي الخدمات، وزيارة المؤسسات العامة، والمنظمات غير الحكومية، ومرافق الاختبار، والمؤسسات المالية، ومختلف شركات الطاقة الشمسية الحرارية من سلسلة القيمة، إضافة إلى المنشآت الصناعية.

الصفقة الخضراء
كان مستشار وزيرة التجارة والصناعة للسياسات البيئية، وليد درويش، قد أشار، الأسبوع الماضي، إلى أن الوزارة تتبنى إستراتيجية تقوم على بعض المحاور؛ منها التوافق مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، ورؤية مصر 2030.

وقال، خلال “منتدى المجتمع الأخضر” الذي عُقد تحت عنوان “الطريق إلى قمة المناخ كوب 27، وتحقيق التنمية المستدامة في الجمهورية الجديدة”، إن مصر من الدول التي بدأت التعامل مع أزمة تغير المناخ في قطاع الصناعة، ومحاولة العلاج.

وأشار إلى أن مشروع تسخين المياه داخل المنشآت الصناعية بالطاقة الشمسية، ورفع كفاءة المحركات بوصفهما جزءًا من هذه التعاملات العلاجية، خاصة أن الدراسات كشفت عن أن المحركات تستهلك 70% من فاتورة الكهرباء داخل المصانع. وأوضح أن الوزارة تسعى لتوافق منتجات البلاد المحلية مع معايير الصفقة الخضراء الأوروبية، لضمان استمرار تدفق صادراتها إلى دول الاتحاد.

السيارات الكهربائية.. توتال إنرجي تنشئ محطات شحن جديدة في تونس

تستهدف الحكومة التونسية زيادة معدلات استخدام السيارات الكهربائية في البلاد إلى 50 ألف سيارة بحلول عام 2025، على أن يرتفع هذا الرقم إلى 130 ألف سيارة كهربائية بحلول عام 2030، وذلك ضمن خطة الدولة لخفض الانبعاثات الكربونية بنحو 2.2 مليون طن.

ويتطلّب التحول نحو استخدام السيارات الكهربائية في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا إنشاء شبكة قوية من محطات شحن المركبات الكهربائية، لذلك أعلنت شركة النفط الفرنسية توتال إنرجي تركيب شبكة شحن للسيارات الكهربائية في العاصمة تونس، وهي المبادرة التي تأتي جزءًا من إستراتيجية الشركة للانتقال إلى الطاقة النظيفة.

ويُسهم التحول التونسي إلى استخدام السيارات الكهربائية في خفض استهلاك النفط في البلاد بمقدار 5.9 مليون برميل بحلول عام 2030، بالإضافة إلى خفض واردات الوقود الأحفوري بمقدار 660 مليون دولار خلال المدة من 2020 إلى 2030، الأمر الذي يُسهم في توفير 260 مليون دولار للبلاد، بحسب موقع أل أفريكا.كوم. وبلغت مخصصات دعم المحروقات والكهرباء والغاز في موازنة تونس عام 2022، نحو 5.1 مليار دينار (1.77 مليار دولار أميركي).

 

محطات شحن كهربائية كل 200 متر

خلال احتفالها السنوي لتكريم خبراء قطاع السيارات في العالم بتونس، كرَّمت توتال إنرجي كلًا من إم جي زي إس البريطانية، وبورش تايكان الألمانية، وهيونداي كونا الكورية. ورحّبت شركة توتال إنرجي باستقبال هذه السيارات الكهربائية في محطاتها لشحن المركبات الكهربائية، في خطوة تعكس رغبة حقيقية في إنشاء أول شبكة لشحن السيارات الكهربائية في تونس، وفقًا لموقع أفريكا 21. ومن المقرر أن تزوّد الشركة التونسية التابعة لشركة النفط الفرنسية عملاءها بمحطات شحن كل 200 كيلومتر. وسيُنفّذ المشروع بالتعاون بين شركة توتال إنرجي وشركائها في قطاع التنقل الكهربائي في تونس، مثل إيناكل، ومي جي موتوز، وتيسلا كلوب. وتضم شبكة توتال إنرجي لشحن السيارات الكهربائية في تونس 19 محطة شحن منتشرة في جميع محطات توتال إنرجي في البلاد، وتقدم خدماتها من خلال 26 نقطة لإعادة شحن السيارات الكهربائية في تونس.

 

دعم قطاع التنقل الكهربائي

تسعى الحكومة التونسية الآن إلى دعم قطاع التنقل الكهربائي في البلاد، بعد 4 سنوات من طرح أول حافلة كهربائية لشركة “بي واي دي” الصينية في العاصمة التونسية. ويمتلك الأتوبيس الصيني الذي ينقل نحو 90 راكبًا لمسافة تصل إلى 250 كيلومترًا، نظامًا للشحن يستمر لمدة 3 ساعات. وخلال العام الماضي، وافقت الحكومة التونسية على استيراد السيارات الكهربائية من شركة مي جي موتور البريطانية.

 

صادرات صناعة السيارات

تستهدف الحكومة التونسية زيادة صادراتها من صناعة السيارات إلى 13.5 مليار دينار (4.7 مليار دولار أميركي) بحلول عام 2027، بهدف جذب استثمارات ضخمة لقطاع السيارات في البلاد، وتوفير 150 ألف فرصة عمل جديدة، وفقًا لبيانات وزارة الصناعة التونسية. وتحتل تونس المرتبة الثانية في أفريقيا في تصدير قطع غيار ومكونات السيارات بنحو 7.5 مليار دينار، لتأتي في الترتيب بعد المغرب. وبلغت صادرات قطاع السيارات في المغرب حتى نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي نحو 75.08 مليار درهم (8.2 مليار دولار أميركي)، وفقًا لبيانات رسمية. وتوجد في تونس -حاليًا- نحو 280 شركة لصناعة السيارات، توفّر 90 ألف فرصة عمل. وخلال العام الماضي، شهدت السيارات الكهربائية زيادة في المبيعات بنحو 2.7 مليون مركبة، لتصل إلى 6.6 مليون مركبة مقابل 3.3 مليون سيارة خلال عام 2020. ويزداد الإقبال على شراء السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة رغم ارتفاع تكلفة شرائها مقارنة بسيارات الوقود الأحفوري، بفضل الحوافز الحكومية المشجعة على خفض الانبعاثات الكربونية.