تيسلا تدرس بناء مصنع للسيارات الكهربائية في كوريا الجنوبية

تدرس شركة تيسلا الأميركية بناء مصنع للسيارات الكهربائية في كوريا الجنوبية، ضمن خطّتها للتوسع وزيادة المبيعات مع تنامي الطلب على المركبات صديقة البيئة. تأتي دراسة عملاق صناعة السيارات الأميركية، بعد طلب رئيس كوريا الجنوبية يون سيوك يول من الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك، بناء مصنع للمركبات الكهربائية في سول. وقدّم “يون” الطلب لرجل الأعمال الأميركي، خلال اجتماع عقد اليوم الأربعاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني، عبر تقنية الاتصال المرئي.

خطط تيسلا في آسيا
أبدي الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا موافقته على الطلب الكوري، بعد أن استعرض خلال اللقاء أنه يخطط لبناء مصنع كبير في آسيا لإنتاج السيارات الكهربائية. جاء اجتماع الرئيس الكوري مع إيلون ماسك عبر تقنية الاتصال المرئي، بعد أن ألغى رئيس تيسلا رحلته إلى “بالي” في إندونيسيا في وقت سابق من هذا الشهر، إذ كان من المقرر أن يلتقي “يون” و”ماسك” وجهًا لوجه. كانت تيسلا قد احتفلت خلال أغسطس/آب الماضي بإنتاج مليون سيارة، من مصنعها في الصين الذي يحمل اسم “غيغا شنغهاي”. أنشئ مصنع تيسلا في شنغهاي يوم 7 يناير/كانون الثاني 2019، وسُلِّم أول إنتاجه للعملاء في الصين في شهر ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، وكان ينتج في البداية سيارات من طراز “3”، قبل أن ينضم طراز “واي” إلى الإنتاج لاحقًا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

صناعة السيارات الكهربائية
من جانبه، استعرض الرئيس يون منظومة صناعة السيارات ذات المستوى العالمي في كوريا الجنوبية وظروف الاستثمار في بلاده، طالبًا من تيسلا الاستثمار في سول، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الكورية يونهاب. وأشار إيلون ماسك إلى أنه يعدّ كوريا الجنوبية أحد أفضل المواقع المرشحة للاستثمار، وأنه سيتخذ القرار بعد مراجعة شاملة لظروف الاستثمار في البلدان الآسيوية المرشحة، بما في ذلك المهارات البشرية والتكنولوجية، وبيئة الإنتاج الموجودة لديها. وأضاف ماسك أن شركة تيسلا تشتري الكثير من الأجزاء الممتازة المصنوعة في كوريا الجنوبية، من أجل منتجات القيادة الذاتية والذكاء الاصطناعي، معبّرًا عن التزامه بالاستثمار في البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية في كوريا الجنوبية. وأوضح ماسك أنه يقدّر أن القيمة الإجمالية لمشتريات قطع الغيار من الشركات الكورية الجنوبية ستتجاوز 10 مليارات دولار في العام المقبل.

الهيدروجين يتصدر استثمارات بـ30 مليار دولار في زيارة ولي العهد السعودي إلى كوريا

تصدّرت مشروعات الهيدروجين والطاقة والبتروكيماويات استثمارات بقيمة 30 مليار دولار وقّعتها الرياض وسول، على هامش زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى كوريا الجنوبية. ووصل الأمير محمد بن سلمان إلى كوريا الجنوبية، مساء أمس الأربعاء، وأجرى في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس 17 نوفمبر/تشرين الثاني، جلسة مباحثات مع الرئيس الكوري يون سيوك يول، ورئيس الوزراء هان دوك سو، والتقى عددًا من رجال الأعمال والمسؤولين في العاصمة سول.

تعزيز التعاون
قال ولي العهد السعودي، خلال جلسة المباحثات مع الرئيس الكوري، إن الزيارة تأتي تزامنًا مع مرور 60 عامًا على إنشاء العلاقات بين المملكة وكوريا؛ بما يؤكد رغبة بلدينا في الاستمرار في ترسيخ أسس العلاقة التاريخية والعمل على استكمال الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون في جميع المجالات. وشدد على سعي بلاده، بالتعاون مع كوريا، إلى تكثيف العمل المشترك لمواجهة كل ما يهدد الأمن والسلم الدوليين ويؤثر في أمن الطاقة وسلامة سلاسل الإمداد. وأشار إلى أن العلاقة بين البلدين شهدت تطورًا كبيرًا، خلال العقود الـ6 الماضية، معربًا عن تطلع المملكة إلى رفع وتيرة التنسيق الاستثماري وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والتأكيد على أهمية الاستفادة من الفرص التجارية والاستثمارية الواعدة والمتاحة للتعاون بين البلدين. من جانبه، أعرب رئيس كوريا عن تطلع بلاده إلى توسيع وتطوير التعاون الثنائي والاستثمار في مجالات النمو الجديدة والمشروعات الضخمة مثل نيوم والصناعات الدفاعية والطاقة المستقبلية مثل الهيدروجين والثقافة والسياحة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس”.

استثمارات ضخمة
وقّعت السعودية اتفاقيات استثمار بقيمة 30 مليار دولار مع شركات كورية جنوبية، في عدد من المجالات؛ في مقدمتها الهيدروجين والطاقة وصناعة الدفاع ومشروعات البناء، على هامش زيارة ولي العهد السعودي. وقال وزير الاستثمار السعودي، خالد بن عبدالعزيز الفالح، إن الصفقات الموقّعة، اليوم الخميس، بلغت قيمتها 30 مليار دولار، حسبما ذكرت وكالة رويترز. وأعلنت وزارة الصناعة في كوريا الجنوبية أن عددًا من الشركات، بما في ذلك سامسونغ وبوسكو هولدينغ، وقّعت أكثر من 20 اتفاقية مع نظيراتها السعودية في مجالات مثل التعاون في مجال الطاقة والسكك الحديدية والمواد الكيميائية والأدوية والألعاب.

مشروع لإنتاج الهيدروجين والأمونيا
من بين الاتفاقيات، وقّعت شركة كوريا إلكتريك باور “كيبكو” و4 شركات كورية أخرى مذكرة تفاهم مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي لبناء وتشغيل مصنع لإنتاج الهيدروجين والأمونيا في المملكة. ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة المشروع نحو 6.5 مليار دولار، وسيبدأ بناء المصنع في عام 2025 حتى عام 2029، وينتج المصنع 1.2 مليون طن من الهيدروجين الأخضر والأمونيا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الكورية. وتتكون الشركات الـ5 من مؤسسة كوريا للطاقة الكهربائية “كيبكو” ومؤسسة كوريا للطاقة الجنوبية والمؤسسة الكورية للنفط وشركة بوسكو لصناعة الصلب وشركة سامسونغ سي آند تي. ويشمل هذا المشروع بناء المصنع وتشغيله لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا لمدة 20 سنة، والذي تبلغ مساحته 396 ألف متر مربع في مدينة ينبع السعودية على ساحل البحر الأحمر. كشفت وزارة الصناعة الكورية عن أن اتفاقية أخرى هي مذكرة تفاهم هيونداي روتيم مع المملكة العربية السعودية للتعاون في مشروع سكة حديد للمنطقة الاقتصادية ومدينة نيوم التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار. وقال وزير التجارة الكوري الجنوبي، لي تشانغ يانغ: “ستدعم الحكومة الكورية الجنوبية بنشاط التنفيذ الناجح للمشروعات التعاونية التي تطبق الهندسة المعمارية الكورية الحديثة في مدينة نيوم”.

أكبر مشروع بتروكيماويات
من جهة أخرى أعلنت شركة أرامكو السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أضخمَ استثمار لها في البتروكيماويات في كوريا الجنوبية. وتخطط عملاق النفط السعودي لاستثمار 7 مليارات دولار في مصنع أولسان التابع لشركة إس أويل الكورية التي تستحوذ على غالبية أسهمها لإنتاج المزيد من المنتجات البتروكيماوية عالية القيمة. يهدف المشروع، الذي يُعرف باسم شاهين وتبلغ قيمته 26 مليار ريال (7 مليارات دولار)، لاستخدام تقنية مبتكرة لأول مرة لتحويل النفط الخام إلى مواد أولية للبتروكيماويات، وسيمثّل ذلك أول تسويق لتقنية تحويل النفط الخام إلى كيماويات بالتكسير الحراري من أرامكو السعودية ولوموس تكنولوجيز؛ ما يزيد من إنتاج البتروكيماويات ويقلل تكاليف التشغيل. ويقع المشروع الجديد في الموقع الحالي لمجمع (إس أويل) في أولسان، ومن المقرر أن تكون للمشروع القدرة على إنتاج ما يصل إلى 3.2 مليون طن من البتروكيماويات سنويًا. كما سيشمل المشروع منشأة لإنتاج بوليمرات عالية القيمة، ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ المشروع في عام 2023 ويكتمل بحلول عام 2026.

أرامكو السعودية تضخ 7 مليارات دولار بأكبر مشروع للبتروكيماويات في كوريا الجنوبية

تعتزم شركة أرامكو السعودية ضخ 7 مليارات دولار في أكبر استثمار في قطاع البتروكيماويات في كوريا الجنوبية لإنتاج المزيد من المنتجات عالية القيمة. وأعلنت عملاقة النفط السعودي، اليوم الخميس 17 نوفمبر/تشرين الثاني، الاستثمار الأكبر لها على الإطلاق في كوريا الجنوبية بالتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى سول. يتضمن استثمار أرامكو السعودية مشروع تطوير مرفق تكسير بخاري للبتروكيماويات المتكاملة بمقاييس عالمية من خلال شركة (إس أويل) التابعة لها، وفق بيان اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة. ويأتي المشروع في إطار سعي أرامكو لتوسيع نطاق أعمالها في قطاع البتروكيماويات، وتماشيًا مع إستراتيجيتها لتعظيم سلسلة القيمة في تحويل السوائل إلى بتروكيماويات.

تفاصيل المشروع الضخم
يهدف المشروع الذي يُعرف باسم شاهين وتبلغ قيمته 26 مليار ريال (7 مليارات دولار) لاستخدام تقنية مبتكرة لأول مرة لتحويل النفط الخام إلى مواد أولية للبتروكيماويات، وسيمثّل ذلك أول تسويق لتقنية تحويل النفط الخام إلى كيماويات بالتكسير الحراري من أرامكو السعودية ولوموس تكنولوجيز؛ ما يزيد من إنتاج البتروكيماويات ويقلل تكاليف التشغيل. ويأتي المشروع بعد استثمار سابق بقيمة 4 مليارات دولار في المرحلة الأولى من مشروع توسعة البتروكيماويات الذي اكتمل في عام 2018. ويقع المشروع الجديد في الموقع الحالي لمجمع (إس أويل) في أولسان، ومن المقرر أن تكون للمشروع القدرة على إنتاج ما يصل إلى 3.2 مليون طن من البتروكيماويات سنويًا. كما سيشمل المشروع منشأة لإنتاج بوليمرات عالية القيمة، ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ المشروع في عام 2023 ويكتمل بحلول عام 2026. ويُتوقع أن يعمل مرفق التكسير البخاري على معالجة المنتجات الثانوية الناتجة من معالجة الخام؛ بما في ذلك النافثا والغاز الخارج من المصفاة، لإنتاج الإيثيلين، وهو لَبِنة بتروكيميائية تُستخدم في صنع آلاف العناصر اليومية، وسينتج المشروع أيضًا البروبيلين والبوتادايين والمواد الكيميائية الأساسية الأخرى.

مشروع شاهين
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، أمين الناصر: “يُعَد استثمار أرامكو في مشروع شاهين في كوريا الجنوبية نقلة نوعية ومرحلة جديدة في قطاع التكرير والبتروكيماويات لدى الشركة؛ فهو يجسّد ما لدينا من مشروعات طموحة وابتكارات تقنية مستقبلية من أجل التوسع في مجال الكيماويات بشكل كبير. وأشار إلى أن أرامكو تطبق في مشروع شاهين تقنيات جديدة، ابتُكِرَت في مراكز بحوثها العالمية، وتستخدم للمرة الأولى عالميًا لتحويل النفط مباشرة إلى كيماويات؛ ما سيسهم في إعادة رسم مشهد البتروكيماويات العالمي، ويعزز سلسلة القيمة من خلال زيادة تكامل أعمال التكرير والبتروكيماويات، في وقت يتزايد فيه الطلب المتوقع في جميع أنحاء العالم. وأضاف الناصر أن علاقة أرامكو السعودية بالسوق الكورية علاقة عريقة ووثيقة ومتطورة، ويشكّل الاستثمار في “شاهين” إضافة كبرى في ترسيخ هذه العلاقة الاستثمارية والإستراتيجية المتميزة؛ حيث تُعد كوريا الجنوبية من أهم الأسواق العالمية لأرامكو.

المشروع الأكثر كفاءة
قال النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق في أرامكو السعودية، محمد القحطاني: “نطمح إلى أن يكون شاهين عامل تغيير مهمًا ليس فقط بالنسبة لـ(إس أويل) في كوريا الجنوبية، ولكن أيضًا لأعمالنا الكيماوية العالمية”. وأضاف: “سيسمح لنا المشروع بمعالجة مجموعة أكبر من المواد الخام بطريقة أكثر كفاءة وأقل استهلاكًا للطاقة، كما أن المشروع يمثّل أول عملية استخدام واسعة النطاق لتقنية أرامكو السعودية لتحويل النفط الخام إلى كيماويات بالتكسير الحراري، ويوضح كيف يمكننا، من خلال تصميم أفضل، الإسهام في التحول إلى عمليات إنتاج أكثر كفاءة واستدامة”. ومن المقرر أن يستخدم مرفق التكسير البخاري الجديد لقيمًا مختلطًا، متفوقًا بذلك على مرافق التكسير القائمة على النافثا من حيث الكفاءة والأداء بشكل عام. وعند اكتمال المشروع يمكن أن يتضاعف حجم الإنتاج الكيميائي لشركة (إس أويل) ليصل إلى 25% تقريبًا؛ ما يبيّن تأثير هذه التقنية المتطورة، وإستراتيجية أرامكو السعودية في تحويل النفط الخام إلى كيماويات والتي تهدف للتوسّع في طاقة تحويل السوائل إلى كيماويات لتصل إلى 4 ملايين برميل يوميًا. وتُعَد أرامكو السعودية المساهم الأكبر في (إس أويل)، وتمتلك أكثر من 63% من أسهم المجمع.

كوريا الجنوبية تستعين بزيت الوقود الثقيل في صناعة البتروكيماويات

انتهت كوريا الجنوبية من تنفيذ مجمع للبتروكيماويات يعتمد على زيت الوقود الثقيل، في محاولة لخفض فاتورة الطاقة وتنويع الصادرات. وفي هذا الإطار، أعلنت شركة هيونداي الانتهاء من بناء مجمع للبتروكيماويات مدينة سوسان بغرب كوريا يستعمل زيت الوقود الثقيل الرخيص.

وأشارت الشركة الكورية إلى أنه تمّ بناء مجمع البتروكيماويات في مجمع دايسان للبتروكيماويات التابعة لشركة هيونداي أويل بنك في سوسان، على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب غرب سول، بطاقة إنتاجية 850 ألف طن من الإيثيلين و500 ألف طن من البولي بروبلين سنويًا.

أول مشروع بزيت الوقود
يعدّ أول مشروع في كوريا الجنوبية يستخدم مواد رخيصة مثل زيت الوقود الثقيل والغاز المنتج الثانوي، مقارنة بالمنشآت القائمة التي تستعمل غاز النفط المسال ومواد أخرى. كانت مجموعة شل العالمية للطاقة هي الكيان الخاص الوحيد الذي يمتلك مصانع بتروكيماويات تستخدم مواد منخفضة السعر. وتعدّ شركة هيونداي للكيماويات مشروعًا مشتركًا بين هيونداي أويل بنك ولوتيه للكيماويات.

مصانع البتروكيماويات
قالت وزارة الصناعة الكورية، إنه بالمقارنة مع مصانع البتروكيماويات القائمة، من المتوقع أن يصدر المصنع الجديد 1.15 مليون طن من المنتجات البتروكيماوية سنويًا بقيمة 3.8 تريليونات وون (2.65 مليار دولار) بناءً على قدرته التنافسية السعرية.

وقال النائب الثاني لوزير الصناعة بارك إيل-جون خلال حفل بمناسبة الانتهاء من بناء المصنع: “أدى مشروع هيونداي للبتروكيماويات هذا إلى زيادة القدرة التنافسية لصناعة البتروكيماويات المحلية، وستعمل الحكومة بنشاط على تخفيف اللوائح لمساعدة الشركات على تحقيق الأهداف بشكل أفضل من خلال المشروعات والاستثمارات الجديدة”.

خام مربان
من جهة أخرى، أكدت مؤسسة النفط الكورية أنها استوردت 362 ألف طن (2.57 مليون برميل) من خام مربان المنتَج في الامارات، خلال الشهر الماضي. وأشارت الشركة إلى أن كمية النفط الخام التي استوردتها المؤسسة هي خام مربان المنتج في مصفاة خليفة التي تمتلك شركتها الفرعية كادوك 40% من حصتها.

وأوضحت أن الكمية شُحِنَت من ميناء جبل دانا في الإمارات في 10 سبتمبر/أيلول الماضي، ووصلت الى مجمع شركة إس كيه في أولسان جنوب شرق كوريا الجنوبية، يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

الطاقة النووية في كوريا الجنوبية تدخل مسارات الحياد الكربوني رسميًا

بعد خطوات منفردة، خلال الآونة الماضية، دخلت الطاقة النووية في كوريا الجنوبية -رسميًا- ضمن نطاق مسارات الدولة لتحقيق الحياد الكربوني. وأكد مسؤول أن الطاقة النووية في كوريا الجنوبية تُعَد إحدى الأدوات الفاعلة لضمان أمن الطاقة خلال رحلة التحول، جنبًا إلى جنب مع خطوات الطاقة المتجددة، وفق وكالة يونهاب للأنباء.

جاء ذلك بعدما أعلنت سول -في مايو/أيار الماضي- تمسكها بإدراج الغاز الطبيعي ضمن مسارات تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، ومهّدت تصريحات رسمية حينها لتبني كوريا الجنوبية المزج بين الغاز الطبيعي والطاقة النووية والمتجددة.

دور الطاقة النووية في كوريا الجنوبية
أكد رئيس الوزراء، هان دوك سو، أن الطاقة النووية في كوريا الجنوبية سوف تشغل حيزًا مهمًا ضمن مسارات الدولة، باعتبارها إحدى أدوات ضمان أمن الطاقة وتحقيق الحياد الكربوني. وقال إن سول سوف تتبنى خططًا تمزج بصورة صحيحة بين الطاقة النووية والمتجددة لتحقيق الحياد الكربوني، حسبما أكد في تصريحات مصورة له أمام مؤتمر المناخ العالمي ومنتدى الاقتصادات العالمي الذي استضافه الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة 17 يونيو/حزيران.

وأضاف أن سول قررت تعزيز الطاقة النووية في كوريا الجنوبية من خلال التوسع في استثمارات المشروعات الصغيرة والمفاعلات الصغيرة بجانب الطاقة المتجددة. وكانت كوريا الجنوبية قد التزمت بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بمعدل 40% بحلول عام 2030، تمهيدًا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة. ومن ضمن إجراءات الدولة الواقعة شرق آسيا، توفير ما يزيد على 4.5 مليون سيارة خالية من الانبعاثات بحلول عام 2030.

خطط الحياد الكربوني
في أواخر مايو/أيار الماضي، أكد الرئيس الكوري، يون سيوك يول، أن الغاز الطبيعي يؤدي دورًا مهمًا لتلبية الطلب الطاقة، ولا سيما في خفض معدل انبعاثات الاحتباس الحراري. ورغم دعم سول لأنشطة الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة مؤخرًا؛ فإن توجه الدولة لتعزيز الطاقة النووية في كوريا الجنوبية برز بصورة مكثفة منذ مطلع العام الجاري؛ إذ استهلت العام ببحث تعزيز التعاون مع السعودية لبحث الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.

وتهدف كوريا الجنوبية من تعزيز استخدامات الطاقة النووية إلى ضمان استقرار إمدادات الكهرباء في البلاد، بجانب خفض تكاليف الإنتاج. وركّزت شركات كبرى -من بينها سامسونغ هيفي إندستريز- على تسريع وتيرة أعمالها لدعم إسهام الطاقة النووية في كوريا الجنوبية بمزيج الكهرباء بالبلاد. بينما أعلنت مجموعة “إس كيه” الكورية الجنوبية أيضًا عزمها دخول سوق المفاعلات النووية الصغيرة لتوسيع نطاق قطاع الطاقة النظيفة.

خفض الضرائب على الوقود في كوريا الجنوبية للمرة الثانية خلال شهرين

تعمل كوريا الجنوبية على خفض الضرائب على الوقود، للمرة الثانية في أقل من شهرين، للحد من معدلات التضخم التي وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ 14 عامًا بسبب الارتفاعات غير المسبوقة في أسعار الطاقة.

ووصلت أسعار النفط والغاز إلى مستويات قياسية، منذ اندلاع شرارة الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، إذ اقتربت أسعار النفط من حاجز 140 دولارًا للبرميل، قبل أن تتراجع لتدور في فلك 110 إلى 120 دولارًا في الوقت الحالي.

وكانت حكومة كوريا الجنوبية أعلنت في أبريل/نيسان الماضي زيادة نسبة خفض الضرائب على الوقود من 20% إلى 30%، بدءًا من الأول من مايو/أيار إلى نهاية يوليو/تموز، بحسب بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة. وكانت سول قد أجرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، تخفيضات كبيرة على ضرائب الوقود بلغت 20% لمدة 6 أشهر.

خفض الضرائب على الوقود بنسبة 37%
قال مسؤولون في وزارة المالية، السبت 18 يونيو/حزيران لوكالة “يونهاب” ، إن الحكومة تدرس زيادة التخفيضات الضريبية على الوقود من 30% في الوقت الحالي، إلى الحد الأقصى البالغ 37%. ويعتزم وزير المالية في كوريا الجنوبية، تشو كيونغ، عقد اجتماع طارئ برئاسته مع وزراء المجموعة الاقتصادية يوم الأحد 19 يونيو/حزيران، إذ من المُرجّح أن تتم الموافقة على إجراء مزيد من التخفيضات على ضريبة الوقود.

وتصاعدت الضغوط التضخمية في الدولة الواقعة في شرق آسيا، بسرعة في ظل ارتفاع أسعار النفط والسلع الأساسية، بسبب الغزو الروسي على أوكرانيا وانتعاش الطلب بعد جائحة كورونا. وقفز مؤشر أسعار المستهلك في كوريا الجنوبية، بنسبة 5.4% على أساس سنوي في مايو/أيار الماضي، وهو أعلى معدل للتضخم منذ 14 عامًا تقريبًا، مرتفعًا من 4.8% خلال أبريل/نيسان.

ويهدف بنك كوريا الجنوبية إلى إبقاء معدل التضخم السنوي عند 2% على المدى المتوسط. وتجاوز متوسط سعر التجزئة للديزل في كوريا الجنوبية 2100 وون (1.62 دولارًا أميركيًا)، في حين سجل سعر البنزين 2.098 وون. وتشكّل الضرائب على الوقود نحو 40% من أسعار الديزل والبنزين في كوريا الجنوبية، بحسب بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

أسعار الديزل والبنزين
قفزت أسعار البنزين في كوريا الجنوبية، فوق حاجز 2000 وون (1.55 دولارًا) في منتصف مارس/آذار الماضي، وهي المرة الأولى منذ أكثر من 9 سنوات. ويرجع الارتفاع المستمر في أسعار الوقود إلى نقص المعروض من المنتجات النفطية الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا، وما تلاه من عقوبات على موسكو، أحد أهم مصدري الطاقة في العالم..

وانخفض استهلاك البنزين والديزل في كوريا الجنوبية، خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، بنحو 18.3% على أساس سنوي، إلى 17.4 مليون برميل. ويمثّل هذا التراجع انخفاضًا بنسبة 5.8% على أساس شهري، وذلك مقارنة باستهلاك شهر مارس/آذار، الذي شهد استهلاك 18.4 مليون برميل. واستوردت كوريا الجنوبية منتجات نفطية بقيمة 9.66 مليار دولار، خلال شهر أبريل/نيسان الماضي.

وتصدّرت المملكة العربية السعودية قائمة الدول المصدرة للنفط في الدولة الآسيوية، بإجمالي 3.13 مليار دولار، تلتها الولايات المتحدة الأميركية (1.23 مليار دولار)، والكويت (1.11 مليار دولار)، ثم العراق (963 مليون دولار)، والإمارات العربية المتحدة (672 مليون دولار).

(الدولار الأميركي = 1251.5 وون كوري جنوبي)

كوريا الجنوبية تشغل مفاعلين من طراز محطة براكة للطاقة النووية

قررت كوريا الجنوبية بدء التشغيل التجاري لمفاعلين نوويين، من طراز مفاعلات محطة براكة للطاقة النووية نفسه، قبل نهاية العام الجاري.

وأعلنت شركة “كوريا هيدرو&نكلير باور” ربط المفاعل الأول في محطة شين هانول النووية بشبكة الكهرباء الوطنية، يوم الخميس الموافق 9 يونيو/حزيران الجاري، حسبما ذكرت وكالة “وورلد نكلير نيوز”، يوم الجمعة 10 يونيو/حزيران.

ويلحق المفاعل الثاني -وهو من طراز “إيه بي آر-1400” مثل مفاعلات محطة براكة للطاقة النووية- بالأول، قبل نهاية العام الجاري.

تأجيل متكرر
بعد التأجيل المتكرر منذ عام 2017، أعلنت شركة “كوريا هيدرو&نكلير باور” بدء إجراءات التشغيل التجاري، والربط مع الشبكة الوطنية لمفاعلين. ووضعت الشركة حجر الأساس لأول مفاعل في موقع محطة شين هانول (شين أولشين سابقا) في مايو/أيار من عام 2012، ثم صُبَّتْ الخرسانة للمفاعل الأول بعد شهرين، أي في يوليو/تموز من 2012، وبدأت عمليات البناء للمفاعل الثاني في يونيو/حزيران من 2013.

وكانت الخطة تقضي أن يبدأ المفاعلان النوويان، اللذان ينتميان لطراز مفاعلات محطة براكة للطاقة النووية، في أبريل/نيسان من عام 2017، وتأجلت للشهر نفسه في 2018، وتكرر التأجيل مرة أخرى إلى الأول من يونيو/حزيران من 2019، ثم إلى مطلع يوليو/تموز 2021 للأول، ومايو/أيار الماضي للثاني، إلى أن بدأت سول توصيلها بالشبكة الوطنية الخميس الماضي.

ويرجع التأجيل الأخير إلى انتظار فحوصات السلامة من لجنة الأمن والسلامة النووية في كوريا الجنوبية. وتبلغ الطاقة التوليدية للمفاعلين 1350 ميغاواط، وهما من مفاعلات الماء المضغوط.

محطة براكة للطاقة النووية في الإمارات
تقع محطة براكة الإماراتية للطاقة النووية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، وتطل على الخليج العربي، وتبعد نحو 53 كيلومترًا إلى الجنوب الغربي من مدينة الرويس، وفق الموقع الإلكتروني لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية.

وبدأت الأعمال الإنشائية في المحطة خلال يوليو/تموز من عام 2012، بعد الحصول على الرخصة الإنشائية من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، وشهادة عدم الممانعة من هيئة البيئة – أبوظبي.

وتوقعت المؤسسة أن تلبي محطة براكة الإماراتية للطاقة النووية ربع احتياجات الدولة من الكهرباء، وأن تخفض الانبعاثات الكربونية بنحو 22 مليون طن سنويًا، وهي تعادل إزالة 4.8 مليون سيارة من الطرق.

واختارت الإمارات الشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو)؛ لتكون المقاول الرئيس للمحطات النووية السلمية، لتتولّى مسؤولية تصميم المحطات وتنفيذ عمليات الإنشاء، بالإضافة إلى الإسهام في تشغيلها.

منح الموافقة
منحت لجنة الأمن والسلامة النووية في كوريا الجنوبية موافقتها لمفاعل شين هانول الأول في 9 يوليو/تموز الماضي، وبدأت الشركة الكورية إجراء اختبارات التشغيل بعد الحصول عليها بعدّة أيام، وقالت، إن الاختبارات ستستغرق 8 أشهر.

وأعلنت شركة “كوريا هيدرو&نكلير باور” أن المفاعل الأول سيولّد نحو 700 ألف كيلواط/ساعة من الكهرباء، خلال مدة تجربة التشغيل، إلى أن ترتفع في وقت لاحق، لتسهم بتعزيز الإمدادات في فصل الصيف. وقال رئيس الشركة، جيونغ جاي-هون: “إننا سنبذل قصارى جهدنا للتشغيل الكامل، وفي الوقت نفسه زيادة التوليد تدريجيًا”.

وكان أول مفاعلين من نوع “إيه بي آر-1400” هما شين كوري 3 و4، وقد بدأ الأول التشغيل في 2016، والثاني في 2019. ثم بدأ تجهيز إنشاءات شين كوري 5 و 6 من النوع نفسه في 2017 و 2018 على التوالي، ومن المقرر أن ينطلقا في مارس/آذار 2023، ويونيو/حزيران من 2024 على التوالي.