تشغيل أول مصفاة لتكرير النفط الإيراني خارج الحدود.. في هذه الدولة

في تحدٍّ جديد للعقوبات الأميركية، أعلنت طهران تشغيل أول مصفاة لتكرير النفط الإيراني في أميركا اللاتينية. وكشف وزير النفط الإيراني جواد أوجي عن بدء أعمال التكرير والمعالجة بمصفاة “إل باليتو” وسط فنزويلا، في إطار خطط تستهدف تكرار هذه التجربة بأجزاء أخرى من العالم، وفقًا لما نقلته محطة برس تي في الإيرانية الناطقة بالإنجليزية.

وبدأت أصغر مصافي تكرير النفط الفنزويلية “إل باليتو” أعمال معالجة نحو 100 ألف برميل من النفط الخام المستخرج من حقول النفط الإيراني يوميًا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. وأشار جواد أوجي إلى أن هذه المصفاة تعبّر عن حلم قديم لبلاده في تكرير النفط خارج الحدود، مؤكدًا عزم إيران تكرار التجربة في مناطق أخرى من العالم، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية “إيرنا”.

الصيانة مقابل النفط
وقّعت إيران، في يونيو/حزيران من العام الجاري (2022)، 3 اتفاقيات للتعاون مع فنزويلا ونيكاراغوا في مجال تكرير النفط وأعمال الصيانة وتجديد المحطات. وتنص هذه الاتفاقيات على امتلاك إيران حصصًا في 3 مصافٍ للتكرير (واحدة منها في نيكاراغوا)، مقابل الإسهام في أعمال الصيانة والتجديد لمصافي التكرير بهذه البلاد، عبر شركتها الحكومية وخبراء النفط الإيرانيين.

كما تنص على تعاون طهران وكاراكاس في استكمال أعمال بناء مصفاة تكرير في نيكاراغوا، بسعة 100 ألف برميل يوميًا، مقابل امتلاك حصة بها. وأبرمت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط (نيوردك) -المملوكة للحكومة- في مايو/أيار (2022) عقدًا لإصلاح وتوسيع أصغر مصافي النفط في فنزويلا “إل باليتو” بسعة 146 ألف برميل يوميًا. وبلغت قيمة التعاقد الموقع مع شركة النفط الفنزويلية الحكومية (بي دي في إس إيه) قرابة 116 مليون دولار، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

تجديد أكبر مصفاة فنزويلية
حصلت الشركة الإيرانية -حديثًا- على عقد لبدء أعمال صيانة وتجديد مصفاة “باراغوانا”،أكبر مصافي النفط في فنزويلا، بسعة 955 ألف برميل يوميًا. وتسعى إيران وفنزويلا منذ سنوات إلى توسيع العلاقات الاقتصادية، خاصة في مجال الطاقة الذي تتميز به كلتا الدولتين، بوصفهما من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم. وتحلّ إيران بالمركز الثامن في قائمة أكبر الدول المنتجة للنفط عالميًا بطاقة 3.6 مليون برميل يوميًا، أمّا فنزويلا فتمتلك أكبر احتياطي عالمي من النفط يُقدّر بنحو 303.6 مليار برميل، لكنها لا تنتج إلّا قدرًا ضئيلًا.

ولا يتجاوز إنتاج فنزويلا من النفط -حاليًا- 700 ألف برميل يوميًا، مقارنة بنحو 2.3 مليون برميل يوميًا عام 2020. يرجع هذا الانخفاض الحاد في إنتاج أكبر دولة احتياطي عالمي إلى عدّة أسباب رئيسة، أبرزها العقوبات الأميركية المفروضة على تلك الدولة التي يُنظر إلى قادتها بصفتهم ذوى ميول يسارية معادية لأميركا، منذ تولّي هوغو شافيز السلطة، وصعود سلفه نيكولاس مادورو للحكم.

اتفاق شراكة لمدة 20 عامًا
تحاول كلتا الدولتين (إيران وفنزويلا)- المغضوب عليهما أميركيًا- الاستناد إلى بعضهما في محاولة لمواجهة العقوبات الأميركية التي استهدفت صادراتهما من النفط الخام. ووقّعت إيران وفنزويلا في 11يونيو/حزيران (2022) اتفاقية شراكة طويلة لمدة 20 عامًا للتعاون في مجالات النفط والبتروكيماويات وقطاعات أخرى، إلى جانب التعاون في مجال تصنيع ناقلات النفط. وتقول الحكومة الإيرانية، إن الشراكة مع دول أميركا اللاتينية مكّنتها من مضاعفة صادراتها النفطية عبر خلق أسواق جديدة في ظل الحصار الأميركي المفروض عليها.

ويدافع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن علاقة بلاده بإيران، بوصفهما شريكتين في معركة بناء ما يسميه “نظام عالمي غير استعماري”، إشارةً إلى تسلّط الولايات المتحدة على بلاده. ضيّقت العقوبات الأميركية الخناق على إنتاج النفط الخام في إيران وفنزويلا، ما اضطر البلدين إلى التوجّه بشحناتهما إلى الصين، على متن ناقلات تحجب الأجهزة المرسلة المستقبلة. واستقبلت فنزويلا أول شحنة مكثفات إيرانية في عام 2022، على الرغم من العقوبات الأميركية المفروضة على البلدين بما يمثّل تحديُا مكشوفًا للعقوبات.

وتستقبل فنزويلا النفط الإيراني في وقت حرج للغاية؛ بسبب انخفاض إنتاجها من النفط بمعدلات كبيرة، واضطراها إلى إغلاق 4 مصافٍ تحتاج لصيانة يعزف عن إنجازها الخبراء الأجانب؛ بسبب ما يصفه الرئيس الفنزويلي ” الإرهاب الاقتصادي الأميركي” المفروض على بلاده. وتحاول طهران أن تحلّ محلّ الخبراء الأجانب بتنفيذ أعمال الصيانة والتجديد للمصافي في بلاد أميركا اللاتينية مقابل بيع النفط الإيراني عبر مصافيها، بما يوفر لإيران موارد ضرورية من العملة الأجنبية.

ارتفاع صادرات إيران بنسبة 40%
تشير بيانات أعلنتها شركة النفط الوطنية الإيرانية إلى زيادة معدل الصادرات النفطية بنسبة 40% منذ شهر أغسطس/آب 2021 حتى مارس/آذار 2022، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. كما أظهرت بيانات أحدث، انتعاش إيرادات صادرات إيران من النفط الخام خلال الأشهر الـ5 الأولى من العام المالي الجاري إلى 17 مليار دولار. وأشارت البيانات إلى ارتفاع إيرادات تصدير الخام والمشتقات النفطية الإيرانية 11 مرة خلال العام المالي المنتهي في مارس/آذار (2022)، و8 مرات في الأشهر الـ5 الأولى من العام المالي الجاري وحتى أغسطس /آب (2022).

أكبر مصفاة نفط في أفريقيا تطلق سندات بقيمة 723 مليون دولار

بهدف استئناف تطوير أكبر مصفاة نفط في أفريقيا، تسعى شركة “دانغوتي إندستريز” لجمع 300 مليار نايرا نيجيرية (723 مليون دولار أميركي).

(نايرا نيجيرية= 0.0024 دولارًا أميركيًا)

وقدّمت الشركة عرضًا خلال عطلة نهاية الأسبوع لجمع قرابة 300 مليار نايرا في تمويل الديون متوسطة الأجل من مستثمرين نيجيريين، ضمن مساعيها لاستكمال عمليات البناء بالمصفاة، حسبما أوردت صحيفة ذا ناشن النيجيرية.

وفور الانتهاء من عمليات التطوير في الربع الأول من العام المقبل (2023)، ستعالج أكبر مصفاة في أفريقيا نحو 540 ألف برميل من الخام النيجيري يوميًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

تمويل أكبر مصفاة نفط في أفريقيا
تقدّم الشركة، من خلال صندوق تمويل خاص، شريحتين من السندات لجمع نحو 150 مليار نايرا لكل منهما، في إطار برنامج إصدار الديون البالغ 300 مليار نايرا. ومن المقرر إغلاق تسجيل المُكتتبين المُحتملين يوم الخميس المقبل 30 يونيو/حزيران.

وسيُستخدم صافي عائدات إصدار السندات في تمويل مشروع مصفاة دانغوتي، الذي من المقرر أن يبدأ عملياته في النصف الأول من عام 2023، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويأتي ذلك بعد قرابة شهر من إنهاء الاتفاقيات والشروط الرئيسة لبرنامج السندات المحلية بقيمة 750 مليون دولار للمساعدة في تمويل إكمال المشروع، والذي توقّف منذ سنوات، بسبب نقص العملة الأجنبية، وتعثّر الاقتصاد، وفيروس كورونا، إلى جانب مشكلات في التمويل.

وأوضح تقرير أصدرته مؤسسة التصنيف الائتماني العالمية “فيتش” أن أكبر مساهم في مصفاة دانغوتي، أغنى رجل في أفريقيا، أليكو دانغوتي، لا يمتلك التمويل اللازم لتطوير المصفاة، ويحتاج لجمع مبلغ قيمته 1.1 مليار دولار لإنهاء المشروع، وتشغيله في 2023.

سندات دانغوتي
تقدّم دانغوتي سندات غير مضمونة بفائدة ثابتة مع نطاق سعري يتراوح بين 12.25% و12.75% بأجل 7 سنوات، تُستحق في 2029. أمّا الشريحة الثانية بأجل لمدة 10 سنوات مع نطاق سعري يبلغ 13% و13.50%، وتُستحق في 2032، وستُدفع فائدة السند على أساس نصف سنوي. كما إن الحدّ الأدنى للاكتتاب في العرض هو 10 آلاف وحدة، بسعر 1000 نايرا لكل وحدة.

وبعد الإنتهاء من البرنامج، سيُدرج السند في سوق الأوراق المالية “إف إم دي كيو”، والبورصة النيجيرية. وتعدّ شركة دانغوتي إندستريز ليمتد “ديل” النيجيرية مسؤولة عن إصدار السندات مع شركتي “دانغوتي أويل ريفينينغ” و”دانغوتي فيرتيليزر ليمتد” بصفتهما شريكين في الالتزام.

وتتنوع محفظة المجموعة لتشمل العديد من الصناعات، من بينها الأسمنت والسكر والملح والتعبئة والطاقة والأسمدة والبتروكيماويات. وفي الوقت الراهن، تُسهم 3 أنشطة تجارية -الأسمنت والسكر والملح – بأغلبية أرباح المجموعة. وحصلت دانغوتي على تصنيف السندات بدرجة (AA+) من قبل وكالة التصنيف الأفريقية “جي سي آر”، ودرجة (AA) من قبل وكالة فيتش.

مصفاة دانغوتي
من المتوقع الانتهاء من تطوير مصفاة دانغوتي -أكبر مصفاة نفط في أفريقيا- في النصف الأول من عام 2023. وفور اكتمالها، ستكون قادرة على معالجة 540 ألف برميل من الخام النيجيري يوميًا خلال المرحلة الأولى من التشغيل، وسترتفع إلى 650 ألف برميل يوميًا.

وبالإضافة إلى وقود الطائرات، ستنتج المصفاة 65 مليون لتر من البنزين، و15 مليون لتر من الديزل، و3 مليارات قدم مكعبة من الغاز يوميًا. وستسهم المصفاة في حلّ أزمة النفط بالبلاد المتمثلة في دعم الوقود واستمرار نقص الإمدادات، إذ تعتمد نيجيريا على الوقود المستورد لتلبية احتياجاتها، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وبعد أن شهدت البلاد انخفاضًا في إنتاج النفط لعدّة أشهر، ارتفع الإنتاج في مايو/أيار بمقدار 70 ألف برميل يوميًا، وبلغ متوسط الإنتاج 1.42 مليون برميل يوميًا. وحددت منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) هدفًا قدره 1.772 مليون برميل يوميًا لشهر يونيو/حزيران، ارتفاعًا من 1.735 مليون برميل يوميًا. إلّا أن البلاد تكافح للالتزام بحصة أوبك وسط تزايد عمليات سرقة النفط الخام، لذا القدرات المتوقعة للمصفاة ستعزز الإنتاج النيجيري.