عزّزت ألمانيا والولايات المتحدة تعاونهما في مجال الطاقة والمناخ، من الغاز الطبيعي المسال إلى الهيدروجين، في إطار تنويع الإمدادات بعيدًا عن روسيا.
ووقّعت الدولتان اتفاقية لتطوير ونشر تقنيات من شأنها تسريع انتقال الطاقة النظيفة، ولا سيما في مجال طاقة الرياح البحرية والمركبات عديمة الانبعاثات والهيدروجين.
جاء ذلك وفقًا لما أعلنه وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، والمبعوث الأميركي للمناخ جون كيري، على هامش مؤتمر وزراء الطاقة لمجموعة الـ7 في برلين.
تفاصيل توريد الغاز الطبيعي المسال
قال هابيك، في مؤتمر صحفي مشترك مع كيري، إن “هذه الشراكة ستشكل إطارًا للعديد من التفاصيل”، مشيرًا -على سبيل المثال- إلى شهادة الهيدروجين، حسبما نقلت منصة “إس آند بي غلوبال بلاتس”.
وأشار هابيك أيضًا إلى أن عقود الغاز الطبيعي المسال طويلة الأجل “من غير المرجح أن تكون أطول من 15 عامًا”؛ لأن قانون المناخ الألماني يحدّ من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون لعام 2040 عند 10% فقط من مستويات عام 1990، مع توقع انخفاض الطلب على الغاز الطبيعي بدءًا من نهاية هذا العقد.
وأضاف أن الشراكة في مجال الطاقة بين ألمانيا والولايات المتحدة تشمل توسيع نطاق توليد طاقة الرياح البحرية والتعاون في استخدام الهيدروجين في الإنتاج الصناعي.
كما قال: “تتعلق الشراكة بشكل خاص بالرياح البحرية. تخطط الولايات المتحدة لتركيب الكمية نفسها من الرياح البحرية مثل ألمانيا، لتركيب سعة 30 غيغاواط بحلول عام 2030″، بحسب ما نقلته وكالة رويترز. من جانبه، كرر كيري تعهدًا مشتركًا بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لخفض انبعاثات الميثان العالمية بنسبة 30% في عام 2030، مقارنةً بمستويات عام 2020.
اتفاقية شراكة بين ألمانيا وأميركا
وقّعت شركة المرافق الألمانية آر دبليو إي -في 25 مايو/أيار- اتفاقية مبدئية مع سيمبرا إنفراستراكتشر الأميركية للتفاوض على صفقة مدتها 15 عامًا، لتوريد 2.25 مليون طن متري سنويًا من الغاز الطبيعي المسال الأميركي من مشروع بورت آرثر للغاز المسال.
واستأجرت آر دبليو إي وحدتين عائمتين للتخزين وإعادة تغويز الغاز لنشرها في شمال ألمانيا، جزءًا من خطط برلين للتخلص التدريجي من واردات الغاز الروسي.
كما استحوذت على حصة -إلى جانب الحكومة- في مشروع محطة الغاز الطبيعي المسال الألمانية في برونسبوتل.
إمدادات الغاز المسال وأسعاره
تعهّدت الولايات المتحدة بالفعل بما لا يقل عن 15 مليار متر مكعب من أحجام الغاز الطبيعي المسال الإضافية لأوروبا في عام 2022، وفقًا لبيان مشترك مع المفوضية الأوروبية صدر في 25 مارس/آذار.
بالنسبة لعام 2030، تعهّدت المفوضية الأوروبية بطلب الاتحاد الأوروبي نحو 50 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز المسال الأميركي الإضافي مع الأسعار التي تعكس أساسيات السوق طويلة الأجل، بينما تسعى الولايات المتحدة إلى تقليل كثافة غازات الاحتباس الحراري في جميع البنية التحتية الجديدة للغاز المسال.
وسيشهد التحول السريع لبرلين وحدها في مجال الغاز المسال منذ الغزو الروسي لأوكرانيا ظهور نحو 30 مليار متر مكعب سنويًا من البنية التحتية لاستيراد الغاز المسال في ألمانيا بحلول الصيف المقبل، عبر 4 وحدات عائمة للتخزين وإعادة تغويز الغاز وخطط سريعة المسار لما لا يقل عن 3 محطات دائمة للغاز المسال.
يُذكر أن الأسعار الفورية للغاز الطبيعي المسال في أوروبا ارتفعت بشكل حاد، خلال الأشهر الأخيرة، مع تقييم بلاتس “دي إي إس” لأسعار شهر يوليو/تموز في شمال غرب أوروبا عند 22.117 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وفقًا لبيانات ستاندرد آند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس.