تنزانيا تختبر أول قطار كهربائي بسرعة 160 كيلومترًا في الساعة

تنزانيا تختبر أول قطار كهربائي بسرعة 160 كيلومترًا في الساعة

بدأت تنزانيا اختبارات تشغيل أول قطار كهربائي في البلاد، ضمن مساعي الحكومة في خفض الانبعاثات الكربونية، الناجمة عن الوقود الأحفوري. وتستهدف الدولة الواقعة في شرق أفريقيا خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 30% إلى 35% بحلول عام 2030، عبر تقليص الاعتماد على الديزل والفحم في توليد الكهرباء، بحسب بيانات اطّلعت عليها منصّة الطاقة المتخصصة.

ويمكن أن تصل سرعة القطار الكهربائي في تنزانيا إلى 160 كيلومتر/ساعة، كما أظهر اختبار تشغيل على خط السكك الحديدية القياسية “إس غي آر” بين دار السلام وموروغورو، بحسب موقع ذا إيست أفريكان، المعني بشؤون الطاقة في أفريقيا.

أول قطار كهربائي في تنزانيا
تعدّ هذه الاختبارات الأولى من نوعها، للمشروع الطموح، الذي تتبنّاه تنزانيا منذ أبريل/نيسان 2017، ويعدّ خط دار موروغورو والبالغ طوله 300 كيلومتر، المرحلة الأولى من مشروع السكك الحديدية القياسية، الذي من المتوقع أن يصل إلى مدينة موانزا على ضفاف بحيرة فيكتوريا، وكيغوما على الشواطئ الشمالية الشرقية لبحيرة تانغانيقا على 5 مراحل.

ويُقدَّر حجم استثمارات البنية التحتية للمرحلة الأولى من القطار الكهربائي بنحو 71.1 مليار شلن تنزاني ( 30.7 مليون دولار أميركي). ومن المخطّط إضافة محطات إلى رواندا وبوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية، بجزء من الخطة الرئيسة للسكك الحديدية في شرق أفريقيا.

وبمجرد بدء الخدمة، ستختصر القطارات الكهربائية، التي تعمل بمتوسط سرعة 160 كيلومترًا في الساعة، الوقت بين دار السلام وموروغورو، إلى نحو ساعتين من الرحلة الحالية التي تستغرق 4 ساعات بالحافلة، و5 ساعات بالقطار الذي يسير على خطوط السكك الحديدية القديمة. وشارك المتحدث باسم الحكومة التزانية، يوم الأحد الماضي 3 يوليو/تموز، مقطعًا قصيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، للقطار الكهربائي خلال تشغيله تجريبيًا.

واشتُرِيَ محرّكا قاطرة كهربائيان من قبل شركة البناء التركية، يابي ميركيزي، لاستخدامها في عملية الاختبار. وحصلت الشركة التركية على عقد من الحكومة بقيمة 1.92 مليار دولار لبناء 422 كيلومترًا من السكك الحديدية القياسية، بحسب موقع نيوز غانا.

أسباب تأخر تشغيل القطار
تهدف تنزانيا إلى استبدال نظام السكك الحديدية القديم نسبيًا والأقلّ كفاءة، ومع ذلك فإن التأخير في استكمال سدّ يوليوس نيريري، الذي من المفترض أن ينتج الكهرباء اللازمة لتشغيل القطار الكهربائي، تسبّب في تأجيل تشغيل أول قطار كهربائي في البلاد.

وتأجّل مشروع سدّ يوليوس نيريري لتوليد الكهرباء من ضفاف نهر روفيجي، والذي كان من المقرر أن يبدأ تشغيله الشهر الماضي؛ لإنتاج 2115 ميغاواط من الطاقة الكهربائية. وبحسب المسؤولين، فقد أُعيد تمديد الجدول الزمني لبناء السدّ، وحُدِّدَ عام 2024 موعدًا لإنهائه.

وستُستَكمَل خطوط السكك الحديدية بخطوط طاقة علوية لتزويد القطارات والعربات بالكهرباء؛ وتمتد المرحلة الثانية من القطار الكهربائي والتي تغطي 422 كيلومترًا، من موروغورو إلى ماكوتوبورا، ومُدِّدَ الخط إلى تابورا، على بعد 294 كيلومترًا في المرحلة الثالثة.

وستربط المرحلة الرابعة بين تابورا وإيساكا، عبر خط يصل طوله إلى 130 كيلومترًا، سيتفرّع إلى موانزا وكيغوما. وبمجرد اكتماله، تأمل تنزانيا أن يقلّل الخط الجديد من الازدحام على الطرق، ويقلّل تكلفة الشحن بنسبة 40%.

خفض الانبعاثات الكربونية
وقّعت وزارة الأشغال والنقل التنزانية، العام الماضي، اتفاقية مع شركة “هيونداي روتيم” الكورية الجنوبية، لتوصيل 42 قطارًا كهربائيًا. وتُظهر الأرقام الصادرة عن لوحة معايير وسلامة السكك الحديدية في المملكة المتحدة، أن بعض قاطرات الديزل ينبعث منها أكثر من 90 غرامًا من ثاني أكسيد الكربون لكل راكب لكل كيلومتر، مقارنة بنحو 45 جرامًا للقطار الكهربائي.

وتبلغ سعة القطارات الكهربائية 600 راكب في المتوسط؛ ما يعني أن تنزانيا ستخفض نحو 16 آلاف و200 كيلو غرام من ثاني أكسيد الكربون لكل رحلة ذهابًا وإيابًا لكل قطار. وفي عام 2019، بلغت البصمة الكربونية في تنزانيا 12 مليون طن متري وفقًا للبنك الدولي.

ويسهم قطاع النقل العالمي بنحو 22% من إجمالي الانبعاثات الكربونية وفقًا لوكالة البيئة الأوروبية، وتشير الدراسات إلى أن تلوث الهواء يتسبّب في أكثر من 3.2 مليون حالة وفاة مبكرة سنويًا في جميع أنحاء العالم.