ركاب أول عبارة كهربائية في نصف الكرة الجنوبي يواجهون حادثًا مفاجئًا

لم يتوقع ركاب أول عبارة كهربائية في نصف الكرة الجنوبي أن تتقطع بهم السبل وسط المياه بعد نفاد البطارية في منتصف رحلتهم أمس الأربعاء 28 سبتمبر/أيلول (2022). ولحسن الحظ، استطاع قارب شرطة قريب من موقع الحادث نقل الركاب الموجودين على متن العبّارة في ويلينغتون النيوزيلندية إلى الشاطئ، حسبما نقل موقع ستف.

وقال متحدث باسم الشرطة، إن بطارية العبارة الكهربائية والمعروفة باسم “إيكا ريري” نفدت، وتمكنوا من نقل جميع الركاب إلى زورق الشرطة. وأضاف أن زورق شرطة عاد مرة أخرى للمساعدة في سحب العبارة إلى الميناء، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

تفاصيل الحادث
قال المسؤول عن الميناء غرانت نالدر، إن عبّارة الركاب الكهربائية كانت متجهة إلى منطقة كوينز وارف عندما ظهرت مشكلة في الكهرباء، وفقدت قوة الدفع. وأوضح أن القبطان سرعان ما اتّبع جميع إجراءات الطوارئ، وتحرّك بالعبّارة إلى مكان آمن ورسا عنده. وتابع: “لحسن الحظ، كانت الشرطة موجودة في الميناء، وكانت عملية نقل الركاب سريعة.. ولم يصب أحد من الركاب بأذى، لكن تأخّر وصولهم إلى المدينة بعض الوقت”. وتعدّ إيكا ريري أول عبارة كهربائية في نصف الكرة الجنوبي، وقامت بأول رحلة لها من منطقة “دايز باي” إلى “كوينز وارف” في مارس/آذار (2022).

أداء أول عبارة كهربائية
أثبتت أول عبّارة كهربائية في نصف الكرة الجنوبي الحائزة على جوائز في ويلينغتون “إيكا ريري” جدارتها، ودفع ذلك المشغّل “إيست باي ويست فيريز”، ومقرّه نيوزيلندا، للتقدم بطلب للحصول على عبّارة أخرى تعمل بالكهرباء من شركة “ويبوكو” المتخصصة في بناء القوارب.

وتعمل “إيست باي ويست فيريز” في نقل الركاب والسياح من ميناء ويلينغتون منذ عام 1989. ويأتي القرار بعدما فاق أداء عبّارة الركاب الكهربائية جميع التوقعات، خاصة فيما يتعلق بالسرعة والمدى واستهلاك الطاقة وسرعة الشحن والضوضاء، إذ أذهلت العبّارة المشاركين في المشروع، وأبهرت الركاب منذ انطلاقها.

ووصف المدير الإداري للشركة جيريمي وارد انطلاق أول عبّارة كهربائية في مارس آذار (2022) بأنها تمثّل فصلًا جديدًا في قطاع النقل العام المستدام لمدينة ويلينغتون. بينما وصف الركاب العبّارة بأنها أكثر هدوءًا وأقلّ في التكلفة. وبدأت عمليات البناء في أول عبّارة كهربائية البالغ طولها 19 مترًا منذ عام 2019، ويمكنها حمل نحو 135 راكبًا، مقارنة بعبّارات الديزل التي يمكنها استيعاب 99 راكبًا فقط.

خفض التكاليف
وفقًا للشركة، أسهمت العبّارة الكهربائية بخفض تكاليف الطاقة الإضافية بنسبة 82%، في ظل الارتفاع القياسي لتكلفة الوقود بجميع أنحاء العالم. وهذا يعادل توفيرًا في التكلفة قدره 180 ألف دولار سنويًا، مقارنة بعبّارات الديزل التي تقوم بالرحلة نفسها. ومن خلال إضافة عبّارة كهربائية أخرى إلى الأسطول، ستكون شركة “إيست باي ويست فيريز” قادرة على تشغيل جدولها الحالي بأكمله من خلال عبّارتين تعملان بالكهرباء بالكامل.

ومن المتوقع أن توفر العبارة الثانية للشركة قرابة 280 ألف دولار إضافية سنويًا من تكاليف الطاقة الإجمالية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. وسبق أن صرّح المدير الإداري للشركة جيريمي وارد بأن الاهتمام العالمي ببناء قوارب كهربائية في نيوزيلندا، دفعهم لبناء عبّارة ثانية وتقديم الطلب إلى شركة ويبكو. وستتميز العبّارة الجديدة بقدرتها على حمل 132 راكبًا، وتجهيزها بأحدث تقنيات البطاريات، وسيعزز لذلك قدرة تخزين الطاقة على متنها.

وفي ضوء ذلك، أعرب المدير الإداري لشركة ويبكو فريزر فوت عن سعادته للعمل مرة أخرى مع شركة “إيست باي ويست فيريز”. وقال، إن شركته لاحظت اهتمامًا كبيرًا من المنظمات الحكومية ومشغّلي السفن التجارية والوكالات السياحية الذين يبحثون عن خيار نقل اقتصادي وصديق للبيئة. وتابع: “نحن متحمسون للمرحلة المقبلة، ونأمل توقيع عقود لبناء عبّارتين أو أكثر في نيوزيلندا بحلول نهاية عام 2022”. وأوضح أن خبرة الفريق وورشة العمل الشاسعة ستسمح لهم ببناء 3 عبّارات في وقت واحد.