سنغافورة تعدّل خطة الحياد الكربوني وتطرحها للحوار المجتمعي

عدّلت سنغافورة خطة تحقيق الحياد الكربوني، بهدف تقديم الموعد إلى 2050، بدلًا من النصف الثاني من هذا القرن، وطرحتها للحوار المجتمعي، حسبما ذكرت منصة “آرغوس ميديا” المتخصصة في شؤون الطاقة

وقالت الأمانة الوطنية لتغير المناخ “إن سي سي إس” -التي أجرت تعديلات الخطة لتتلاءم مع الموعد الجديد، على موقعها الإلكتروني- إنها ستتلقى مقترحات المواطنين وأطراف المجتمع كافّة حتى 26 من شهر سبتمبر/أيلول الجاري.

وقبل تحديث مستهدف تحقيق الحياد الكربوني، كانت سنغافورة تسعى للالتزام بالأهداف المناخية الدولية، وأعلنت مطلع العام الجاري رفع معدل أسعار ضريبة الكربون إلى 16 ضعفًا، وزيادتها تدريجيًا حتى عام 2030، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

الحياد الكربوني في سنغافورة
وافقت حكومة سنغافورة على تعديل هدف تحقيق الحياد الكربوني في موازنة عام 2022، على أن تنتهي من تلك التعديلات قبل أواخر العام الجاري. وتعني التعديلات على خطة تحقيق الحياد الكربوني في سنغافورة، أن يكون تحقيقه قبل أو بحلول عام 2050.

وفي عام 2020، التزمت سنغافورة بالوصول إلى ذروة الانبعاثات في البلاد عند 65 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون المكافئ بحلول عام 2030، على أن تحقق الحياد الكربوني في أقرب وقت ممكن في النصف الثاني من القرن الحالي، أي بعد عام 2050.

وقد التزمت معظم الدول المتقدمة بتحقيق الحياد الكربوني في 2050، في حين قررت الصين -وهي أكبر مصدر للانبعاثات الكربونية على مستوى العالم- تحقيقه في 2060. كما تستهدف الهند -وهي ثالث أكبر مصدر للانبعاثات- الحياد الكربوني بحلول 2070. ويُعَد الفحم المصدر الأساسي لتوليد الكهرباء في كل من بكين ونيودلهي.

تحذير أممي
حذّرت الهيئة الحكومية الدولية التابعة للأمم المتحدة والمعنية بتغير المناخ، في تقريرها الأخير، من ضعف التزام سنغافورة بخفض الانبعاثات، وأشارت إلى أن اقتداء الدول بها سيؤدي إلى زيادة الحرارة بنحو 4 درجات مئوية عن مستواها قبل الثورة الصناعية. وربما يكون هذا التحذير سبب تعديل سنغافورة خطة تحقيق الحياد الكربوني، والتعجيل بها.

وتطالب الهيئة دول العالم بخفض الانبعاثات الكربونية، والسيطرة على تنامي الحرارة، إذ لا تتجاوز الزيادة 1.5 درجة مئوية عن مستواها قبل الثورة الصناعية. وتواجه سنغافورة صعوبات في تحقيق مستهدف الحياد الكربوني، بسبب موقعها الجغرافي، الذي يضعف قدرات التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، ومع ذلك تثق الهيئة بقدرتها على تبكير الموعد.

تعويضات الكربون
تعوّل سنغافورة بنسبة كبيرة في تحقيق مستهدف الحياد الكربوني على تعويضات الكربون عبر شرائه من دول أخرى، وفق المادة 6 من اتفاقية باريس للمناخ. وتسمح المادة 6 من اتفاقية باريس للمناخ بتبادل الدول الكربون بصورة طوعية لتحقيق التزاماتها المناخية.

وفي الشهر الماضي، أعلنت سنغافورة السماح للشركات باستخدام أرصدة الكربون الطوعية على منصتي “فرا” و”غولد ستاندرد” لتعويض نحو 5% من انبعاثاتها الخاضعة للضريبة. وتتوسع سنغافورة -أيضًا- في مجالات النقل النظيف والسيارات الكهربائية، وتعمل على أن تتصدر العالم في مجال الوقود المستدام. وأطلقت سنغافورة العام الماضي (2021) واحدة من أكبر مزارع الألواح الشمسية العائمة بالعالم، وتُعَد مركزًا عالميًا لاحتجاز الكربون البحري.