تصفية شركة الكوك المصرية بعد 62 عامًا من تأسيسها

بعد نحو 62 عامًا من إنشائها، قرر الجمعية العمومية لشركة النصر لصناعة الكوك والكيماويات الأساسية في مصر، تصفية أعمالها وحلها.

وبحسب بيان نشرته الشركة القابضة للصناعات المعدنية، المسؤولة عن شركة النصر، فإن الجمعية العامة غير العادية، قررت في جلستها اليوم الإثنين 5 سبتمبر/أيلول (2022) حل وتصفية الشركة، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على حقوق العاملين.

وناقشت الجمعية العامة لشركة الكوك، دراسة من مكتب استشاري عالمي، وتقرير مجلس إدارة الشركة في أبريل/نيسان 2021 عن سوء الحالة الفنية للبطاريات، وتردي حالة مصانع ومعدات وآلات الشركة ومبانيها.

تصفية شركة النصر لصناعة الكوك والكيماويات الأساسية
توقف نشاط شركة الكوك في 7 أغسطس/آب 2021، بعد تقرير جهاز شئون البيئة عن عدم توافق الأوضاع البيئية للشركة مع أحكام القانون، وتقرير الجهاز المركزي للمحاسبات في يونيو/حزيران الماضي (2022) وجود شكوك في مدى استمرارية الشركة.

في المقابل، قررت الجمعية العامة لشركة النصر لصناعة الكوك والكيماويات الأساسية، استمرار عمل محطة المياه والمعالجة في الشركة، لإمداد المصانع المجاورة، وذلك من خلال فنيين، بجانب دراسة الاستعانة بالفنيين من ذوي الخبرات في مصانع الشركات التابعة للشركة القابضة، وفق احتياجاتها.

من جهة أخرى، اعتمدت الجمعية العادية للشركة نتائج الأعمال المعدلة لشركة النصر لصناعة الكوك، وفقًا للملاحظات الواردة في تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات، بشأن تحقيق خسارة قدرها 339.3 مليون جنيه (17.6 مليون دولار أميركي)، عن العام المالي 2021-2022.

حيثيات حل وتصفية شركة الكوك
جاء في حيثيات قرار الحل والتصنفية، أن التكاليف الاستثمارية لإنشاء بطاريتين لإنتاج 1.8 مليون طن من فحم الكوك، بلغت 644 مليون يورو (643.8 مليون دولار)، بخلاف الاستثمارات المطلوبة لتجديد معدات المناولة والغربلة بنحو 100 مليون يورو (99.9 مليون دولار).

وقال تقرير استعرضته الجمعية العامة، إن دراسة الأسواق العالمية للفحم تشير إلى عدم الاستقرار الشديد في أسعار الفحم الحجري وفحم الكوك، حيث يصل تذبذب الأسعار إلى 300% بالزيادة والنقصان، ما يجعل أى توقعات مالية مستقبلية لهذا الاستثمار غير مطمئنة ومتقلبة.

لأول مرة في تاريخها.. الهند تستورد فحم الكوك من هذه الدولة

دفعت الارتفاعات القياسية في أسعار الفحم العالمية، الهند إلى استيراد فحم الكوك الرخيص من فنزويلا للمرة الأولى في تاريخها، إذ تسعى الدولة الآسيوية إلى تأمين وقود رخيص للصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة. وارتفع سعر الخام الجاف في 2022 إلى أعلى مستوياته في أكثر من 200 عام، بسبب العقوبات الغربية على الفحم الروسي جرّاء هجوم موسكو على كييف في فبراير/شباط من العام الجاري.

وتسعى فنزويلا -العضو في منظمة الدول المُصدّرة للنفط (أوبك)-، إلى تعزيز الصادرات المستثناة من العقوبات الأميركية على قطاع النفط في البلاد، حسبما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة. ويمكن أن يعزّز تصدير فحم الكوك -مُنتج ثانوي من النفط وبديل للفحم-، التدفقات النقدية للدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، إذ زادت الشركات الحكومية والخاصة من صادرات البتروكيماويات ومنتجات النفط الثانوية، ويمكن للإمدادات الفنزويلية ذات الأسعار التنافسية أن تحلَ محل الشحنات من المورّدين التقليديين، بحسب صحيفة إيكونوميك تايمز الهندية.

شركات الأسمنت الهندية
استوردت شركات الأسمنت الهندية ما لا يقلّ عن 4 شحنات تحمل 160 ألف طن من فحم الكوك خلال المدة من أبريل/نيسان إلى يوليو/تموز (2022). ومن المتوقع أن تصل شحنة أخرى تزن 50 ألف طن إلى ميناء (مانغالور) على الساحل الجنوبي الغربي للهند في الأيام المقبلة، بينما من المقرر أن تصل شحنة حمولتها 30 ألف طن في وقت لاحق من شهر أغسطس/آب الجاري.

واستلمت الهند، التي تُعدّ الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية من كبار مورّدي الفحم إليها، أول شحنة لها على الإطلاق من فنزويلا في بداية عام 2022. ودفعت الأسعار القياسية العالمية للفحم، منذ الحرب الروسية على أوكرانيا، شركات تصنيع الأسمنت الهندية، بما في ذلك جي إس دبليو سيمينت، ورامكو سيمينتس ليمتيد، وأورينت سيمينت ليمتيد، إلى استيراد فحم الكوك النفطي من فنزويلا.

وقال المدير المالي لشركة رامكو للأسمنت، إس فيثياناثان: “إن جودة فحم الكوك جيدة للغاية، ويحتوي على نسبة منخفضة جدًا من الكبريت”. وأضاف أن الجانب السلبي يتمثل في أن الشحنات تستغرق ما يقرب من 50 يومًا لتصل إلى الهند.

وحجزت شركة رامكو للأسمنت، شحنتين تزنان 50 ألف طن من فحم الكوك الفنزويلي، تمّ تسليمهما في يونيو/حزيران ويوليو/تموز (2022)، بخصم 15-20 دولارًا للطن عن سعر السوق. ودفعت رامكو 214.40 دولارًا و221 دولارًا للطن لشحنات يونيو/حزيران ويوليو/تموز، على التوالي، بينما استوردت أورينت 28 ألف و300 طن خلال أبريل/نيسان (2022) بسعر 220 دولارًا للطن، واستوردت جي إس دبليو سيمينت أكثر من 30 ألف طن في يونيو/حزيران الماضي.

أسعار فحم الكوك الفنزويلي
شُحِن فحم الكوك من فنزويلا إلى الهند خلال المدة من أبريل/نيسان إلى يوليو/تموز، من قبل (شيمسوبا جي إم بي إتش)، وهي شركة تجارة خردة، مقرّها ألمانيا، لديها عقد حصري مع شركة “مارويل ترادينغ” السويسرية، لتوريد فحم الكوك الفنزويلي إلى الهند والصين وباكستان وتركيا. وقال الرئيس التنفيذي لشركة شيمسوبا: “نحن الشركاء الحصريون لشركة مارويل ترادينغ، ولدينا جميع الموافقات من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأميركي والحكومة الألمانية”.

وشُحنت الشحنات من محطة النفط الرئيسة في ميناء خوسيه الفنزويلي، وتستثني العقوبات الأميركية على كاراكاس، الصادرات من البتروكيماويات والمنتجات النفطية الثانوية. ويخضع قطاع النفط الفنزويلي للعقوبات الأميركية منذ عام 2019، وفرضت واشنطن عقوبات على أهم الأعمال التجارية العالمية في البلاد، إذ كثّفت إدارة ترمب السابقة محاولتها لإخراج الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو من السلطة.

وأثّر ارتفاع الإمدادات الفنزويلية في الأسعار العالمية هذا العام، ويُعرض فحم الكوك الفنزويلي بخصومات تتراوح بين 5 إلى 10%، أقلّ من فحم الكوك الأميركي. ويتجاوز سعر طن فحم الكوك الفحمَ الحجري، لكنه يُنتج طاقة أكثر عند الاحتراق، ولا يُستخدَم وقودًا -عمومًا- بسبب الانبعاثات السامة، لكنه يُستخدم على نطاق واسع في صناعة الأسمنت -أكبر مستهلك له- إذ تُمتَصّ انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت بوساطة الحجر الجيري. وتتوقع شركة الأبحاث (ريستاد إنرجي) ارتفاع أسعار الفحم أعلى من 500 دولار للطن، بحلول نهاية العام الجاري (2022).