إكسون موبيل توقع أكبر اتفاقية تجارية لالتقاط الكربون وتخزينه

وقّعت شركة إكسون موبيل أكبر اتفاقية تجارية من نوعها مع “سي إف إندستريز”، الشركة العالمية الرائدة في تصنيع منتجات الهيدروجين والنيتروجين، لالتقاط وتخزين ما يصل إلى 2 مليون طن متري من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا بشكل دائم، من مجمعها الصناعي في ولاية لويزيانا.

ومن المقرر بدء المشروع في أوائل عام 2025، والذي يدعم أهداف ولاية لويزيانا الأميركية في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة. وستستثمر إس إف إندستريز 200 مليون دولار لبناء وحدة تجفيف وضغط ثاني أكسيد الكربون بمنشأة “دونالدسونفيل” في ولاية لويزيانا، لنقل وتخزين ثاني أكسيد الكربون الذي يُلتَقَط، وفقًا لبيان صحفي على الموقع الإلكتروني لشركة إكسون موبيل. وستقوم إكسون بعد ذلك بنقل ثاني أكسيد الكربون الذي تمّ التقاطه وتخزينه بشكل دائم في مخزن جيولوجي آمن تمتلكه في أبرشية “فيرميليون”.

نقل ثاني أكسيد الكربون وتخزينه
وقّعت إكسون موبيل اتفاقية مع “إنلينك ميدستريم” لاستعمال شبكة النقل الخاصة بها؛ لتوصيل ثاني أكسيد الكربون إلى المخزن الجيولوجي الدائم. يعادل التقاط 2 مليون طن متري من الانبعاثات سنويًا استبدال ما يقرب من 700 ألف مركبة كهربائية بالسيارات التي تعمل بالبنزين. وقال الرئيس التنفيذي لشركة سي إف إندستريز، توني ويل: “يسرّ شركتنا التعاون مع إكسون موبيل من خلال اتفاقية التقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون؛ ما يسّرع من خطانا نحو إزالة الكربون، ويدعم أهداف لويزيانا والولايات المتحدة المناخية”.

وأضاف: “تضمن هذه الاتفاقية أن نظل في طليعة تطوير اقتصاد الطاقة النظيفة؛ نظرًا لأننا نستفيد من تقنية احتجاز الكربون وتخزينه التي أثبتت جدواها”. كما قال: “ستكون شركة سي إف إندستريز أولى الشركات في السوق، التي تمتلك كميات كبيرة من الأمونيا الزرقاء، سيمكّننا ذلك من توفير مصدر طاقة منخفض الكربون للصناعات التي تواجه صعوبة في التحول الأخضر”.

من جانبه، قال رئيس شركة “إكسون موبيل لو كاربون سوليشونز”، دان أمّان: “يمثّل هذا المشروع الرائد تقدمًا واقعيًا واسع النطاق في رحلة إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي”. وأضاف: “تقدّم إكسون موبيل حلًا مهمًا وقابلًا للتطوير لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ونحن مستعدون لتقديم الخدمة نفسها للعملاء الصناعيين الكبار الآخرين في ولاية لويزيانا وحول العالم”. وتابع أمّان: “لقد شجعنا الزخم الذي نشهده لبناء مشروعات من هذا النوع، بفضل السياسات الداعمة، مثل قانون الحدّ من التضخم”.

أهداف لويزيانا المناخية
قال الرئيس التنفيذي لشركة إنلينك، جيسي أرينيفاس: “تمتلك إنلينك نظامًا يتكون ممّا يزيد عن 4 آلاف ميل من خطوط الأنابيب الموجودة على الأرض في لويزيانا”. وأضاف: “إن استخدام هذه الشبكة الواسعة يمكّننا من تقديم الحل الأنسب والأكثر فاعلية من حيث التكلفة لنقل ثاني أكسيد الكربون، مع تأثير بيئي أقلّ بشكل ملحوظ”. “ولهذا السبب، فإن إنلينك في وضع فريد لتكون مزوّد النقل المفضل لثاني أكسيد الكربون في ممر نهر المسيسيبي في لويزيانا، الذي يعدّ مركزًا للنشاط الصناعي المهم لاقتصادنا”، وفقًا لرئيس الشركة جيسي أرينيفاس.

وتابع: “نحن نتطلع للعمل مع إكسون موبيل لمساعدة “سي إف إندستريز”، وولاية لويزيانا على تحقيق أهدافهما في الحياد الكربوني”. بدوره، قال حاكم ولاية لويزيانا، جون بيل إدواردز: “إعلان هذه الشراكة غير المسبوقة، واسعة النطاق ومنخفضة الكربون، اليوم، هو خطوة أساسية على طريق لويزيانا نحو مستقبل أكثر إشراقًا لمناخنا واقتصادنا وشعبنا”. وأضاف إدواردز: “إن التعاون والابتكار لتحقيق تقدّم في تكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه على هذا النطاق يعدّ تأكيدًا لقدرة دولتنا على تنمية اقتصادنا دون التضحية بأهدافنا طويلة الأجل لخفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050”.

الأمونيا الزرقاء
تتوقع سي إف إندستريز بيع ما يصل إلى 1.7 مليون طن متري من الأمونيا الزرقاء سنويًا، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصّة الطاقة المتخصصة. ومن المتوقع أن ينمو الطلب على الأمونيا الزرقاء بشكل كبير بصفته مصدرًا للطاقة خاليًا من الكربون، سواء لاحتوائها على الهيدروجين أو كونها وقودًا بحدّ ذاتها؛ لأن مكونات الأمونيا، (النيتروجين والهيدروجين)، لا تصدر أيّ انبعاثات كربونية عند احتراقها. وتعمل إكسون موبيل لو كربون سوليشونز على تقديم تقنيات منخفضة الانبعاثات إلى السوق؛ ما يجعلها في متناول الصناعات التي يصعب إزالة الكربون منها في الولايات المتحدة وعلى الصعيد الدولي.

وبمجرد التقاط ثاني أكسيد الكربون، يُحقَن في تكوينات جيولوجية عميقة تحت الأرض من أجل تخزين آمن ودائم، وفي الولايات المتحدة تُنَظَّم جهود التخزين هذه من قبل الوكالات الحكومية والفيدرالية. ويعدّ احتجاز الكربون وتخزينه تقنية آمنة ومثبتة، ويمكنها أن تمكّن بعض القطاعات الأكثر إطلاقًا لثاني أكسيد الكربون من تقليل انبعاثاتها بشكل فاعل، وتشمل هذه الصناعات التصنيع وتوليد الكهرباء والتكرير والبتروكيماويات والصلب وتصنيع الأسمنت. ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، فإن تلبية هدف الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي (2050) تعني ضرورة زيادة سعة احتجاز الكربون وتخزينه إلى 1.7 مليار طن بحلول عام 2030.

رئيس نيجيريا يرفض بيع أصول إكسون موبيل النفطية إلى شركة محلية

بعد أقل من 3 أيام من موافقته على بيع حصة إكسون موبيل في أصول المياه الضحلة النيجيرية إلى سيبلات إنرجي، حجب الرئيس محمد بخاري موافقته المبدئية، بعد أن رفضت هيئة تنظيم قطاع النفط في البلاد منح موافقتها على عملية البيع.

وكان الرئيس بخاري الذي يشغل -أيضًا- منصب وزير النفط، قد وافق يوم الإثنين 8 أغسطس/آب (2022) على الصفقة البالغة قيمتها 1.28 مليار دولار، التي أعلنها في فبراير/شباط الماضي، قبل أن تُبدي هيئة تنظيم النفط النيجيرية معارضتها للصفقة، دون إبداء أي أسباب، بحسب رويترز.

وتراقب شركات النفط الكبرى الأخرى الصفقة من كثب، مثل شل وتوتال إنرجي، التي أعلنت خططًا لبيع بعض الأصول المحلية في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، بحسب ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة. وكانت شركة شل قد أعلنت اعتزامها التخارج من حصتها البالغة 30% بأحد مشروعات النفط في نيجيريا، بسبب عمليات التسرّب والسرقة، وتعتزم شركة توتال إنرجي الفرنسية التخلّص من حصتها البالغة 10% في حقل النفط الذي تتخارج منه شل.

أسباب تراجع بخاري عن موقفه
قال المتحدث باسم الرئيس النيجيري، غاربا شيهو، اليوم الخميس 11 أغسطس/آب: “قرر الرئيس محمد بخاري السماح لهيئة تنظيم قطاع النفط في البلاد بممارسة عملها، إنه يحجب موافقته السابقة في الوقت الحالي”. وقالت شركة النفط والغاز النيجيرية سيبلات إنرجي، في بيان، إنها لم تتلق أي إخطار رسمي بشأن تحول موقف بخاري، وتسعى للحصول على توضيحات من السلطات.

وتريد شركات النفط الكبرى العاملة في نيجيريا التخارج من عمليات التنقيب في المياه الضحلة، مشيرة إلى القلق بشأن الاضطرابات من قبل المجتمعات المحلية، فضلًا عن التركيز على الحفر في المياه العميقة. وبدأت شركات الطاقة الكبرى تصفية أصولها النفطية في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا منذ عام 2010، أي منذ ما يقرب من 12 عامًا، بسبب عدة عوامل، أبرزها سرقة الحقول النفطية وانعدام الأمن والأزمات المحلية، بالإضافة إلى توجه الشركات مؤخرًا نحو الاستثمار الأخضر وتقليص أنشطة الوقود الأحفوري لمحاربة التغيرات المناخية.

ومن المتوقع أن تدعم صفقة إكسون موبيل وسيبلات إنرجي، نيجيريا في تلبية حصتها من إنتاج أوبك على المدى القصير، بالإضافة إلى تسريع تنمية موارد الغاز في المنطقة. ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2021، لم تتمكن نيجيريا من تلبية حصة أوبك الشهرية لإنتاج النفط، البالغة 1.8 مليون برميل، إذ يتراوح الإنتاج بين 1.3 و1.4 مليون برميل يوميًا، بسبب ضعف الاستثمارات في قطاع النفط والغاز.

هيئة تنظيم النفط تعرقل الصفقة
ستمنح عملية الاستحواذ -حال الموافقة عليها- شركة سيبلات إنرجي النيجيرية إنتاجًا إضافيًا يبلغ نحو 95 ألف برميل من المكافئ النفطي، من تصاريح المياه الضحلة التي تديرها إكسون موبيل في مشروع مشترك مع شركة النفط الوطنية النيجيرية، وهو ما سيضاعف إنتاج الشركة 3 مرات تقريبًا.

ويؤدي الاستحواذ على حصة إكسون موبيل البالغة 40% في 4 تراخيص لاستخراج النفط تضم أكثر من 90 منصة للمياه الضحلة والبرية، و300 بئر منتجة، إلى زيادة احتياطيات النفط لشركة سيبلات إنرجي بنسبة 170% لتصل إلى 650 مليون برميل، إلى جانب ارتفاع احتياطيات الغاز بنسبة 14% إلى 1.712 مليار قدم مكعبة.

وقال رئيس هيئة تنظيم النفط النيجيرية، غبينغا كومولافي، إنه “بموجب قانون النفط الجديد الذي قُرر العام الماضي، لا يمكن لوزير النفط منح الموافقة على مثل هذا الاستحواذ إلا بناء على توصية من الهيئة، ولا يمكن لحامل رخصة التنقيب عن النفط، نقل رخصته أو أي حق أو سلطة أو مصلحة دون موافقة خطية مُسبقة من الهيئة”، بحسب موقع يو إس نيوز.

وكان الرئيس بخاري قد وقّع على قانون صناعة النفط في أغسطس/آب (2021)، وبدأت نيجيريا تطبيق القانون منذ مطلع يناير/كانون الثاني 2022، لتعزيز التنقيب عن الخام وإنتاجه. وتراجع إنتاج نيجيريا من النفط، خلال المدة من عام 2012 حتى 2021، بنحو 40%، ويسجل الإنتاج اليومي في البلاد عجزًا يقارب 500 ألف برميل.

إكسون موبيل تكتشف موقعين نفطيين في غايانا.. وإنتاجها اليومي يتجاوز 360 ألف برميل

أعلنت شركة إكسون موبيل الأميركية، يوم الأربعاء 27 يوليو/تموز، اكتشافها موقعين نفطيين في غايانا، من شأنهما تلبية أهداف إنتاجها للعام الجاري (2022) بالكامل، مع بلوغ العام منتصفه فقط.

وتفصيليًا، تُنتج الشركة الرائدة في مجال النفط والغاز ما يزيد عن 340 ألف برميل مكافئ يوميًا، وهو الهدف الإجمالي التي كانت تستهدفه الشركة للإنتاج العام بالدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، وفق الموقع الإلكتروني للشركة.

يشار إلى أن الشركة الأميركية قادت عمليات الإنتاج في غايانا منذ عام 2019، ويقع غالبية الإنتاج النفطي في الآونة الحالية تحت قيادتها، بالإضافة لشركاء آخرين يعملون تحت نطاقها، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

تفاصيل الاكتشافين
يعدّ اكتشاف بئري إكسون موبيل “كيرو كيرو” و”سيبوب” جنوب شرق سواحل غايانا السادس والسابع على التوالي، العام الجاري (2022)، ويأتيان ضمن تطوير مشروعي ليزا وبايارا بمربع ستابروك. وتفصيليًا، كشفت أعمال الحفر في بئر “كيرو كيرو 1” وجود أحجار رملية عالية الجودة وحاملة للهيدروكربونات بمسافة 98 قدمًا (30 مترًا)، وتتواصل أعمال الحفر في البئر بوساطة المنصة “ستينا دريل ماكس”، بعمق مائي يصل إلى 5 آلاف 760 قدمًا.

كما أظهرت نتائج الحفر في بئر “سيبوب 1” ضمّ 131 قدمًا (40 مترًا) للهيدروكربونات بالأحجار الرملية عالية الجودة، بعدما جرى الحفر على عمق مائي يصل إلى 4 آلاف و660 قدم (1421 مترًا)، بالاستعانة بمنصة الحفر “ستينا كارون”. وأوضحت الشركة الأميركية أن الاكتشافين يأتيان في إطار تسريع جهودها الإنتاجية في البلاد، وتكثيف الاستثمارات في المشروعات العملاقة طويلة الأمد التي من شأنها الاعتماد على تكلفة أقلّ، بالتوازي مع استهلاك حجم انبعاثات كربونية أقلّ لكل برميل يجري استخراجه.

بدوره، أوضح رئيس قطاع المنبع بالشركة، ليام مالون، أن موارد شركته في غايانا والاستثمارات والاكتشافات المتوالية من شأنها توفير طاقة آمنة للأسواق على مدار العقود المقبلة، مشيرًا إلى مواصلة خطط تسريع الاكتشافات وتطوير الإنتاج بالدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.

إكسون موبيل في غايانا
بلغ متوسط عدد الاكتشافات النفطية لإكسون موبيل خلال العام الجاري (2022) بما يُقدَّر بنحو اكتشاف واحد لكل شهر، في حين رفع أحدث اكتشافين أُعلنا اليوم (كيرو كيرو وسيبوب) إجمالي اكتشافات الشركة إلى 30 اكتشافًا. وبلغ الإنتاج الإجمالي الحالي للمجموعة التي تقودها إكسون في غايانا 360 ألف برميل يوميًا بحسب شركة “هيس” الأميركية وأحد الشركاء بالمجموعة.

وأوضحت شركة هيس أن أعمال التطوير والتوسعة التي جرت لمنصة “ليزا ديستني” أولى منصات الائتلاف في غايانا أسهمت في زيادة الإنتاج بمعدل يصل إلى 20 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 140 ألف برميل يوميًا بالمنصة، وفق بيان لها نقلته “رويترز”. وانضمت منصة “ليزا يونيتي” إلى منصات الائتلاف في غايانا، في فبراير/شباط، وأسهمت برفع الإنتاج إلى 220 ألف برميل يوميًا في غضون الأشهر الـ5 الأولى من العام.

ومنذ أولى الاكتشافات النفطية للشركة الأميركية في غايانا عام 2015 وحتى الآن، استحوذت الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية على ثلث الاكتشافات النفطية العالمية وحدها. وبلغ معدل الموارد النفطية المكتشفة والقابلة للاستخراج في غايانا حتى الآن 11 مليار برميل؛ ما يؤهل الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية لاحتلال مكانة عالمية قوية بالأسواق خلال الأعوام المقبلة.

إيرادات ضخمة وخطط مستقبلية
جاء تقدير حجم الإيرادات من النفط للعام الجاري (2022) مبشرًا للغاية لصالح حكومة غايانا، إذ من المتوقع تجاوزها حاجز مليار دولار للمرة الأولى، وهو معدل يزيد لأكثر من ضعف إيرادات العام السابق (2021)، بحسب تقديرات ريستاد إنرجي. وتُخطط غايانا للاستفادة من احتياطات مربع ستابروك البحري الضخمة، وتؤدي شركة إكسون موبيل دورًا مهمًا ضمن تلك الخطط باكتشافاتها النفطية المتوالية منذ بداية العام.

وتُشير التوقعات إلى ارتفاع إيرادات غايانا النفطية إلى 4.2 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2025، في ظل وتيرة الاكتشافات الحالية. وفيما يتعلق بالخطط الإنتاجية، يتوقع الائتلاف الذي تقوده شركة إكسون موبيل الأميركية في غايانا أن يصل حجم الضخ إلى 1.2 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2027، بما يتفوق على إنتاج فنزويلا الرائدة نفطيًا وغالبية المنتجين في أفريقيا.