انخفضت الاستثمارات في طاقة الرياح – يجب أن تحصل أوروبا على تصميم السوق والسياسة الصناعية الخضراء بشكل صحيح

ترسم أحدث بيانات WindEurope حول طلبات توربينات الرياح في أوروبا في عام 2022 صورة مقلقة للغاية. انخفض إجمالي الطلبات على توربينات الرياح الجديدة في عام 2022 بنسبة 47٪ في عام 2021. وشهد الاتحاد الأوروبي ما قيمته 9 جيجاوات فقط من طلبات التوربينات الجديدة. يعكس هذا انخفاضًا في الاستثمارات الجديدة في طاقة الرياح التي تم الإعلان عنها العام الماضي: شهدت الأشهر الـ 11 الأولى قرارات استثمارية نهائية لـ 12 جيجاوات فقط من مزارع الرياح الجديدة. يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى بناء 30 جيجاواط من مزارع الرياح الجديدة سنويًا في إطار أهداف جديدة لأمن الطاقة والمناخ. لدى الاتحاد الأوروبي طموحات كبيرة للرياح البحرية: للانتقال من أكثر من 15 جيجاوات اليوم إلى أكثر من 100 جيجاواط بحلول عام 2030. ولكن لم يكن هناك استثمار واحد في مزرعة رياح بحرية في أوروبا في عام 2022، إلى جانب عدد قليل من مشاريع الرياح العائمة الصغيرة. كان من المتوقع أن يصل عدد من مزارع الرياح البحرية إلى الإغلاق المالي العام الماضي، لكن قرارات الاستثمار النهائية تأخرت بسبب التضخم وتدخلات السوق وعدم اليقين بشأن الإيرادات المستقبلية.

أدى التضخم في أسعار السلع الأساسية وتكاليف المدخلات الأخرى إلى ارتفاع سعر توربينات الرياح بنسبة تصل إلى 40٪ خلال العامين الماضيين. لكن الإيرادات المتوقعة لأولئك الذين يخططون لبناء مزارع الرياح لم تواكب هذا. تقوم العديد من الحكومات بمؤشر الأسعار المدفوعة مقابل طاقة الرياح (عادة ما يتم تحديدها في المزادات)، ولكن هذا لا يكفي. كما أن الفاصل الزمني الطويل بين المطورين الذين يقررون عروض المزاد الخاصة بهم وموردي التوربينات الذين يشترون بالفعل مكوناتهم لا يساعد أيضًا. تحتاج الحكومات إلى ضمان الفهرسة الكاملة.

أدت التدخلات غير المفيدة في أسواق الكهرباء من قبل الحكومات الوطنية المختلفة إلى تفاقم تحدي التضخم. يفهم المستثمرون الحاجة إلى دعم العائلات والشركات. لكن حقيقة أن الحكومات قد تمكنت من الخروج عن الحد الأقصى لعائدات الاتحاد الأوروبي الطارئة البالغ 180 يورو / ميجاوات ساعة على المولدات وتعيين حدود قصوى مختلفة للتقنيات المختلفة أدى إلى حدوث ارتباك وعدم يقين حقيقيين. وتعرضت ثقة المستثمرين لمزيد من الضرر عندما بدأت بعض الحكومات في تجاهل المبدأ القائل بأن الحدود القصوى للإيرادات يجب أن تنطبق فقط على الدخل المحقق الفعلي – وأنه ينبغي أن يأخذ في الاعتبار التحوط وتقديرات PPA. كان التباطؤ في استثمارات طاقة الرياح واضحًا بشكل خاص في النصف الثاني من عام 2022، عندما بدأت حالة عدم اليقين بشأن تدابير الطوارئ تترسخ.

“جعلت تدخلات السوق في العام الماضي أوروبا أقل جاذبية لمستثمري الطاقة المتجددة من الولايات المتحدة وأستراليا وأماكن أخرى. لقد أثروا على دراسة الجدوى لمشاريع الطاقة المتجددة في جميع أنحاء أوروبا. يجب أن تدق أرقام طلبات توربينات الرياح في عام 2022 جرس إنذار: أهداف الطاقة والمناخ في أوروبا معرضة للخطر إذا فشل الاتحاد الأوروبي في ضمان بيئة استثمارية جذابة لمصادر الطاقة المتجددة “، كما يقول الرئيس التنفيذي لشركة WindEurope، جيلز ديكسون. يؤدي الانخفاض في استثمارات طاقة الرياح وطلبات التوربينات إلى تفاقم المشكلات التي تواجهها سلسلة إمداد طاقة الرياح في أوروبا. من الجيد أن يقوم الاتحاد الأوروبي الآن بإعداد قانون Net-Zero Industry لتعزيز صناعات الطاقة النظيفة في أوروبا. في الواقع، قانون Net-Zero Industry ضروري ولا يمكن أن يأتي قريبًا بما فيه الكفاية.

تحتاج سلاسل إمداد طاقة الرياح والطاقة النظيفة الأخرى في أوروبا إلى الاستثمار في التصنيع واللوجستيات الجديدة من أجل (أ) لتصبح قادرة على المنافسة و (ب) لبناء السعة اللازمة لإنتاج أحجام المعدات منخفضة الكربون اللازمة للصفقة الخضراء. ستساعد الإعفاءات الضريبية الاستثمارية – وهذا ما تقدمه الولايات المتحدة في قانون خفض التضخم. وكذلك ستعمل “أكاديميات صناعة Net-Zero” على تدريب عمال التكنولوجيا النظيفة في المستقبل. ويمكن لأموال الاتحاد الأوروبي الحالية أن تلعب دورًا رئيسيًا في التخلص من المخاطر والاستفادة من الاستثمارات الخاصة اللازمة في المصانع الجديدة وفي الموانئ الأوروبية والنقل والبنية التحتية الأخرى. يقول جايلز ديكسون، الرئيس التنفيذي لشركة WindEurope: “يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى إنشاء الآليات وتحريك الأموال في أسرع وقت ممكن. وتتناقش صناعات الطاقة النظيفة الآن حول المكان الذي ينبغي أن تستثمر فيه وتحتاج إلى إشارات واضحة الآن إذا كانت ستصبح أوروبا”.

في آذار (مارس)، ستقدم مفوضية الاتحاد الأوروبي اقتراحها لمراجعة تصميم سوق الكهرباء في الاتحاد الأوروبي لتمكين مستهلكي الكهرباء من الاستفادة من التكاليف المنخفضة للطاقة المتجددة. يتعين على أوروبا تجنب عكس اتجاه 20 عامًا من تكامل سوق الطاقة الأوروبية بين عشية وضحاها. يجب أن يستفيد تصميم السوق من إمكانات عقود الفروقات وعقود شراء المشروعات وأن يترك مساحة للمستثمرين للوصول إلى بعض إيرادات السوق حتى يتمكنوا من الوفاء بالتزامات اتفاقية شراء الطاقة الخاصة بهم. يجب أن يتجنب إجبار عقود الفروقات بأثر رجعي على الأصول الموجودة، أو على أصول جديدة. يقول جايلز ديكسون: “يجب على الاتحاد الأوروبي استعادة الثقة في عمل سوق الكهرباء لفتح الاستثمارات الجاهزة والمطلوبة على حد سواء”.

عملاقة توربينات الرياح سيمنس جاميسا تخسر 936 مليون دولار في 2022

سجلت شركة سيمنس جاميسا الألمانية خسارة قياسية خلال العام المالي المنتهي في 30 سبتمبر/أيلول (2022)، بلغت نحو 940 مليون يورو (935.65 مليون دولار). جاءت نتائج الأعمال السلبية لعملاقة صناعة توربينات الرباح، على الرغم من الإيرادات التي بلغت 613 مليون يورو (610.16 مليون دولار) من بيع الأعمال التجارية في جنوب أوروبا، بحسب البيان الصحفي الذي اطلعت عليه منصة الطاقة. سجلت شركة سيمنس جاميسا، في العامين الماضيين، خسارة إضافية بقيمة 1.5 مليار يورو (1.49 مليار دولار)، وتراجعت المبيعات 3.8% إلى 9.8 مليار دولار، وذلك على خلفية الانقطاعات المستمرة للإمدادات والتوترات الجيوسياسية وموجات الإصابات الجديدة بفيروس كورونا وارتفاع أسعار المواد الخام.

نتائج أعمال سيمنس جاميسا في 2022
بلغت إيرادات صانعة توربينات الرياح الألمانية خلال المدة من أكتوبر/تشرين الأول 2021 إلى سبتمبر/أيلول 2022 نحو 9.814 مليار يورو (9.77 مليار دولار)، بنسبة تراجع 4% على أساس سنوي. وتراجعت الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب قبل وتكلفة الشراء وقبل التكامل وإعادة الهيكلة نحو 581 مليون يورو (578.03 مليون دولار). تعكس الأرقام عدم استقرار الإمدادات والتأخير في تنفيذ المشروع، والتحديات المتعلقة بارتفاع تكاليف منصة “سيمنس جاميسا 5 إكس”، وانخفاض نشاط التصنيع، وتعطّل المكونات والإصلاحات في المنصات البرية القديمة. وأشار البيان الصحفي للشركة إلى تعويض هذا التأثير جزئيًا من خلال البيع الناجح لأصول التطوير المتجددة في جنوب أوروبا. وبحسب بيان نتائج أعمال سيمنس جاميسا في 2022 -الذي اطلعت عليه منصة الطاقة- فقد أنهت الشركة السنة المالية بخسارة صافية قدرها 940 مليون يورو، مقابل خسارة 627 مليون يورو (624.10 مليون دولار) في السنة المالية 2021.

نتائج سيمنس جاميسا في الربع الرابع
في الربع الرابع من السنة المالية 2022، بلغت إيرادات سيمنس جاميسا 3.372 مليار يورو (3.36 مليار دولار)، بزيادة 17.8% على أساس سنوي. وبلغت الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب واحتساب تكلفة الشراء، وقبل التكامل وإعادة الهيكلة 375 مليون يورو (373.27 مليون دولار) بهامش أرباح قبل خصم الفوائد والضرائب بنسبة 11.1%. علاوة على ذلك، سجلت الشركة أرباحًا صافية قدرها 286 مليون يورو في الربع من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول الماضي، بحسب بيان نتائج أعمال سيمنس جاميسا في 2022. ارتفع عدد الطلبات من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول بنسبة 53% على أساس سنوي، إلى 4.405 مليار يورو، من بينها 1.566 مليون يورو في الخارج بنسبة زيادة 76% على أساس سنوي، و1.743 مليون يورو في الداخل -ضعف الرقم المسجل في المدة نفسها من العام الماضي-، مدعومًا بالتخلص من الأصول في جنوب أوروبا، و1.097 مليون يورو في الخدمة بتراجع 3% على أساس سنوي. وبدءًا من 30 سبتمبر/أيول 2022، بلغ صافي الدين الإجمالي نحو 1.232 مليار يورو، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة. وتمتلك سيمنس جاميسا 4.402 مليار يورو في شكل خطوط تمويل إلزامية، ويبلغ إجمالي السيولة 4.029 مليار يورو، بما في ذلك الأصول النقدية في الموازنة العمومية في نهاية السنة المالية 2022.

تحديات 2022
أشارت شركة تصنيع توربينات الرياح سيمنس جاميسا الألمانية، في بيانها الصحفي، بمناسبة اختتام السنة المالية 2022، إلى المصاعب والتحديات التي واجهتها، وسط تراكم الأعمال. كما أشارت الشركة الألمانية إلى أن السنة المالية 2022 كانت معقدة، وجاءت في سياق ظروف اقتصادية وجيوسياسية شديدة الصعوبة، وبدعم من التزام أوروبا بحماية استقلال الطاقة وزيادة الالتزامات العالمية للحدّ من تغير المناخ. واتخذت الشركة خطوات حاسمة للتخفيف من وطأة الظروف الصعبة لتحقيق الاستقرار في الأعمال ونمو مربح على المدى الطويل، من خلال إطلاق نموذج تشغيل جديد وبرنامج “ميسترال” الإستراتيجي لتسريع تعافي الشركة، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

أداء الشركة في 2022
أظهر أداء شركة سيمنس جاميسا لصناعة توربينات الرياح خلال السنة المالية 2022 اختلالات السوق الناجمة عن الاضطرابات المستمرة في سلسلة التوريد. وتفاقمت تلك الاضطرابات بسبب موجات تفشّي وباء كوفيد-19 الإضافية، والضغط التصاعدي على أسعار عناصر الإنتاج والشحن، وفقًا لما نشر موقع شركة سيمنس جاميسا (Siemens Gamesa) في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. وشهد أداء الشركة تحديات داخلية شملت تصنيع منصة “سيمنس جاميسا 5 إكس” البرّية، إذ كان التقدم أبطأ مما هو مخطط له، والتكاليف الإضافية المتعلقة بتعطل وإصلاح المكونات في المنصات البرية القديمة. وقد أثّرت جميع هذه العوامل في تصنيع وتنفيذ وتسليم المشروعات قيد التنفيذ، بحسب بيان نتائج أعمال سيمنس جاميسا في 2022.

زيادة حجم الأعمال المتراكمة
وقّعت سيمنس جاميسا طلبيات بقيمة 11.598 مليار يورو (11.538 مليار دولار) في الأشهر الـ 12 الماضية، ما زاد من حجم الأعمال المتراكمة للشركة إلى 35.051 مليار يورو، أي بزيادة 2.509 مليار يورو على أساس سنوي. وتُظهر الأرقام القياسية مرة أخرى أن سيمنس جاميسا في وضع جيد لإطلاق إمكانات نمو مصادر الطاقة المتجددة، والتي تحركها الحاجة إلى تأمين استقلال الطاقة ومعالجة حالة الطوارئ المناخية. قال الرئيس التنفيذي للشركة، يوشين إيكهولت: “إن إطلاق برنامج ميسترال يمهّد الطريق لتحقيق نمو مربح وتحقيق رؤية الشركة طويلة المدى، مشيرًا إلى أن الشركة ما تزال متأثرة بارتفاع التضخم واضطرابات سلسلة التوريد والمخاطر الجيوسياسية.

برنامج إستراتيجية ميسترال
وضع برنامج ميسترال الإستراتيجي، الذي أطلقته سيمنس جاميسا، في مايو/أيار، خطة تفصيلية واضحة للشركة لإطلاق إمكاناتها طويلة الأجل. وبجزء من الجهد الأولي لتحقيق الاستقرار في الأعمال، حددت الشركة نموذجًا تشغيليًا جديدًا، مع تركيز واضح على العمليات والتنظيم الضعيف، وسيكون ساريًا بدءًا من 1 يناير/كانون الثاني 2023. ونفّذت سيمنس جاميسا مراجعة تنظيميّة لتحديد أوجه التآزر عبر العديد من الوظائف، وتعديل أثرها التصنيعي وقدرتها لتتناسب مع متطلبات السوق. نتيجة لذلك، ستتأثر نحو 2900 وظيفة بالسنة المالية 2025 في جميع أنحاء الشركة، منها 1900 في أوروبا.

شركة عملاقة لتوربينات الرياح تغلق مصنعها في المغرب

قررت واحدة من أكبر شركات تصنيع توربينات الرياح في المغرب، وهي “سيمنس جاميسا”، إغلاق مصنعها في المنطقة الحرة “أوتوموتيف” طنجة.

وكان مصنع الشركة الألمانية-الإسبانية، المختص بتصنيع شفرات التوربينات بطول 63 مترًا، قد افتُتِحَ رسميًا في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2017، أي لم يكمل عامه الخامس، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت سيمنس جاميسا، المتخصصة في صناعة شفرات توربينات الرياح في المغرب، إن قرار إغلاق هذا الاستثمار يأتي في إطار برنامج “ميسترال” الإستراتيجي، الذي يهدف إلى تسريع تعافي الشركة وتحسين عمليات تنظيمها وتحسين الفاعلية والكفاءة.

ضغوط تواجه صناعة توربينات الرياح
أوضحت سيمنس جاميسا أن صناعة طاقة الرياح العالمية تواجه ضغوطًا مالية كبيرة، بالإضافة إلى منافسة قوية، وضغوط أخرى تتعلق بالتسعير وارتفاع تكاليف المواد الخام والخدمات اللوجستية بشكل كبير، وهو ما يؤثّر بأعمال صناعة توربينات الرياح في المغرب.

وقالت، إن الإغلاق يتبع إجراءات التعديل التي تتخذها “سيمنس” خلال السنوات الأخيرة في دول أخرى، مثل الدانمارك وإسبانيا وأميركا والهند، والتي تعكس عمليات دمج تماثل البصمة الصناعية التي تحدث في جميع أنحاء العالم، حسبما نشرت وكالة نيو ترك بوست التركية.

وعلى الرغم من إغلاق مصنعها لإنتاج توربينات الرياح في طنجة، أكدت الشركة أنها ستحافظ على أنشطة مقرّها الإقليمي في مدينة الدار البيضاء، وفي مواقع أخرى داخل المغرب، إذ ستواصل خدمة الأسواق المغربية والأفريقية المهمة.

سيمنس جاميسا في المغرب
وجهت شركة سيمنس رسالة طمأنة إلى موظفيها وعمّالها في مصنع طنجة، الذين يبلغ عددهم 500 شخص، بأنهم يحظون بالدعم طوال عملية الفصل، بالإضافة إلى إبرام اتفاق جماعي وفق القواعد واللوائح المحلية، واستكشاف فرص النقل الداخلي، ومساعدتهم لإيجاد وظائف بالخارج.

وتابع البيان: “القرار صعب جدًا، ونحن نفهم تأثّر عمّالنا والمجتمع، ولكن لسوء الحظ، لا يوجد لدينا خيار في ظل ظروف السوق الحالية، سوى اتخاذ هذه الإجراءات الصارمة لتحسين قدرتنا التنافسية، ووضع الشركة في مكانة أكثر استقرارًا”.

في الوقت نفسه، شددت الشركة على أنها ستواصل تنفيذ مشروعاتها، وستحافظ على التزاماتها تجاه المجتمع وأصحاب المصلحة في المغرب، لدعم أهداف الحكومة المتعلقة بالطاقة المتجددة، خاصة أن المملكة تعدّ نموذجًا يحتذى به في الشرق الأوسط وأفريقيا.

انهيار توربين في مزرعة رياح بالسويد بعد أيام قليلة من افتتاحها

انهار توربين في مزرعة رياح مكونة من 114 توربينًا في السويد، بعد أيام قليلة فقط من افتتاح المزرعة، بحسب موقع رينيو إيكونومي.

وافتُتحت مزرعة رياح نيساتير، بطاقة إنتاجية 475 ميغاواط، ورُبطت بالشبكة المحلية في 9 يوليو/تموز الجاري 2022، على بُعد نحو 400 كيلومتر شمال ستوكهولم، والتي من المتوقع أن تولّد ما يكفي من الكهرباء لتغطية الاحتياجات السنوية لأكثر من 300 ألف أسرة سويدية، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. وتمّ تطوير مزرعة الرياح بواسطة شركة “آر دبليو إي رينيوابليز”، التي استحوذت على المشروع في عام 2011، من (إس سي أيه) المطّور الأصلي للمشروع.

مزرعة رياح نيساتير
تعدّ مزرعة رياح نيساتير موطنًا لـ 144 توربين رياح من طراز نورديكس، ولسوء الحظ، بعد أقلّ من أسبوعين من ربط المزرعة بالشبكة المحلية، انهار توربين واحد في مزرعة الرياح منتصف يوم 16 يوليو/ تموز الجاري (2022).

وأكد بيان نشره موقع مزرعة الرياح السويدية، أن انهيار التوربين لم يُسفر عن أيّ إصابات، وأن المنطقة المحيطة بتوربينات الرياح المتضررة مغلقة الآن. وكان البيان الأصلي للشركة قد أشار إلى أنّ تسرُّب الزيت من علبة التروس هو سبب محتمل لانهيار التوربين، قبل أن يُحذف هذا الجزء من البيان.

وأضاف البيان أن فريقًا من الشركة سيُجري تحقيقات لمعرفة سبب الحادث هذا الأسبوع، وستُغلَق مزرعة الرياح بأكملها، حتى إصدار التقرير. وتُظهر أحث البيانات، أن إجمالي قدرات طاقة الرياح في السويد بلغ، خلال عام 2020، 10 آلاف و084 ميغاواط من 4 آلاف و333 توربينًا للرياح، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

طاقة الرياح في السويد
بحسب وكالة الطاقة السويدية، ركّبت الدولة 2.1 غيغاواط من طاقة الرياح في عام 2021، وهي لا تشمل 475 ميغاواط من مزرعة رياح نيساتير التي رُكِّبَت هذا العام. وتسعى الحكومة لتطوير قطاع الرياح البحرية في السويد لإنتاج 120 تيراواط/ساعة من الكهرباء سنويًا، لتلبية الطلب المحلي المتزايد.

وتمتلك السويد -حاليًا- 191 ميغاواط من القدرات التشغيلية المولّدة من طاقة الرياح البحرية، وفقًا لمتعقب طاقة الرياح “ويندباور إنتليجنس”، ويبلغ استهلاك الكهرباء الحالي في السويد قرابة 140 تيراواط/ساعة سنويًا.

وتحصل الدولة الواقعة في شمال القارّة الأوروبية على ثلث الكهرباء التي تحتاجها من محطات الطاقة النووية، إذ تعتمد بصفة كبيرة على مصادر الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء، للوصول إلى انبعاثات صفرية من الكربون بحلول عام 2040.

وفي الشهر الماضي، انهار توربين في مزرعة رياح “واك أواي” البالغة من العمر 16 عامًا في غرب أستراليا، دون تفسير لسبب الانهيار حتى الآن؛ ما أدى إلى توقّف الإنتاج بالمزرعة لمدة 4 أسابيع لفحص التوربينات الفردية.

سيمنس جاميسا تعقد صفقة في الهند لتزويد مشروع رياح بالتوربينات

تواصل شركة سيمنس جاميسا تعزيز التعاون مع شركة “فينا إنرجي” -ومقرها سنغافورة- بإبرام صفقة جديدة لتوريد توربينات الرياح لمشروع بقدرة 133 ميغاواط في الهند.

وفي هذا الإطار، أعلنت شركة سيمنس جاميسا المصنعة لتوربينات الرياح، اليوم الجمعة 10 يونيو/حزيران، توقيع صفقة مع شركة “فينا إنرجي” لتزويد مشروعها الجديد في منطقة كوبال بولاية كارناتاكا بتوربينات الرياح، حسبما نشرت صحيفة “ذي إيكونوميك تايمز” الهندية (The Economic Times).

ومن المتوقع أن تُسلم الشركة 37 توربينًا للرياح لهذا المشروع، وبدء التثبيت في الموقع بحلول عام 2023. ويُعَد مشروع كارناتاكا هو التعاون السابع بين شركتي سيمنس جاميسا وفينا إنرجي في الهند منذ أول تعاون لهما في عام 2015، وتبلغ قدرة هذه المشروعات قرابة 600 ميغاواط، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

شراكة قوية
أعرب الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس جاميسا في الهند، نافين ديواجي، عن سعادته بتعزيز الشراكة مع شركة فينا إنرجي، وتزويدها بأحدث التقنيات التي ستسهم في دفع تحول ناجح للطاقة بالهند.

وقال: “عملنا سويًا منذ عام 2015، ونحن واثقون بترسيخ هذه الشراكة طويلة الأمد لسنوات مقبلة”. وترى رئيسة شركة فينا إنرجي في الهند، مونيكا راثي، أنه من خلال الصفقة الأخيرة مع سيمنس جاميسا ستصل القدرة الإجمالية للشركة في الهند إلى 1162 ميغاواط، وسيعزز ذلك التزامها بتسريع الانتقال الأخضر محليًا. وقالت: “نحن واثقون بنجاحنا في تسليم هذا المشروع إلى المنطقة بحلول عام 2023”.

 

صفقات سابقة
تعاونت شركتا سيمنس جيمسا وفينا إنرجي لأول مرة في عام 2015 لتطوير محطة لطاقة الرياح بقدرة 154 ميغاواط في ولاية أندرا براديش. ومنذ ذلك الحين، أضافت فينا إنرجي أكثر من 300 ميغاواط من مشروعات طاقة الرياح في ولايات ماديا براديش وماهاراشترا وغوجارات.

بينما تعمل شركة سيمنس جاميسا في الهند منذ عام 2009، وقد تجاوزت القدرات التركيبية للشركة 8 غيغاواط. كما تمتلك الشركة مصانع لتطوير شفرات التوربينات في مدينة نيلور، ومصنعًا للمحركات في ماماندو، ومركزًا للتشغيل والصيانة في ريد هيلز، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. ووفقًا لمجموعة وود ماكنزي للأبحاث واستشارات الطاقة، تعد الشركة المصنعة لتوربينات الرياح من الشركات الرائدة في الأسواق بحصة سوقية تبلغ 40%.

 

الريادة في الهند
إلى جانب ذلك، تواصل شركة سيمنس جاميسا ريادتها بقطاع الطاقة المتجددة في الهند مع طرح الجيل الجديد من توربينات الرياح “إس جي3.6-145” وهي مصممة خصيصًا لتلائم الظروف المناخية والطقس في الهند. وأطلقت الشركة هذه التوربينات الجديدة في عام 2020، رغم جائحة كورونا، وأعلنت تسلم أول طلبية في يوليو/تموز 2021 بقدرة تصل إلى 623 ميغاواط.

وبهذا الطلب الأخير، يتجاوز إجمالي الطلبات المستلمة لمنصة “سيمنس جاميسا3.إكس” 1 غيغاواط. وتعد الهند مناخًا مناسبًا لتطوير إمكانات الشركة؛ إذ تمثل رابع أكبر دولة في العالم من حيث السعة التراكمية لطاقة الرياح البالغة 38 غيغاواط، ومن المتوقع أن تصل إلى 53 غيغاواط بحلول عام 2024.

الكشف عن أول توربينات رياح بحرية منتجة للهيدروجين في العالم

لتنفيذ مشروع أول توربينات رياح بحرية منتجة للهيدروجين، فقد منحت الحكومة البريطانية شركة الطاقة فاتنفول السويدية المتعددة الجنسيات تمويلًا بـ 9.3 مليون جنيه إسترليني (11.66 مليون دولار أميركي).

المشروع العالمي الأول من نوعه، من المقرر تنفيذه في في مزرعة الرياح التابعة لشركة فاتنفول قبالة مدينة أبردين في إسكتلندا. ويهدف مشروع أول توبينات رياح بحرية إلى تطوير توربينات الرياح المنتجة للهيدروجين.

سيبدأ العمل في المشروع على الفور، بهدف إنشاء أول توربينات رياح بحرية منتجة للهيدروجين وتشغيلها في وقت مبكر من عام 2025، حسبما أورد موقع “أبردين لايف”. وستنتج المنشأة 8 ميغاواط، وستكون قادرة على إنتاج ما يكفي من الهيدروجين يوميًا لتشغيل حافلة الهيدروجين لما يقرب من 15 ألف ميل (24 كيلومترًا).

 

مشروع هيدروجين توربين 1
يهدف مشروع هيدورجين توربين 1 “أو “إتش تي 1” إلى أن يكون أول مشروع في العالم لاختبار الدمج الكامل لإنتاج الهيدروجين مع توربينات الرياح البحرية.

علاوة على ذلك، سيعمل مشروع “إتش تي 1” على تحديد عمليات التطوير والموافقة لمشروعات الهيدروجين واسعة النطاق في الموقع نفسه مع مزارع الرياح البحرية لتسريع التطوير المستقبلي، حسبما نشر موقع شركة فاتنفول في 19 مايو/أيار الجاري.

وحصلت شركة فاتنفول على 9.3 مليون جنيه إسترليني في تمويل الابتكار من صندوق “من زيرو بورتفوليو لوو كربون هيدروجين سبلاي 2” التابع لوزارة الأعمال والطاقة والإستراتيجية الصناعية في بريطانيا. وسيُستَخدَم التمويل لتطوير أول توربينات رياح بحرية منتجة للهيدروجين في العالم، مع وضع المحلل الكهربائي مباشرة على التوربينات العاملة الحالية.

وسيؤدّي توافر كميات كبيرة من الهيدروجين الخالي من الوقود الأحفوري دورًا رئيسا في إزالة الكربون من الصناعة الثقيلة (على سبيل المثال: إنتاج الصلب والكيماويات والأسمدة وكذلك التكرير) والنقل الثقيل.

وسيختبر مشروع أول توربينات رياح بحرية إمكان الاندماج الكامل للمحلل الكهربائي المنتج للهيدروجين مع توربينات الرياح البحرية لأول مرة، لفحص استجابته في الوقت الفعلي لمصدر كهرباء متغير. وسيدرس المشروع طريقة إنتاج الهيدروجين الخالي من الوقود الأحفوري بأمان وبتكلفة منخفضة، إضافة إلى الخطوات الكفيلة بتسريع العملية التنظيمية، وتمكين الإنتاج التجاري على نطاق واسع وبسرعة كبيرة.

 

تقييم المشروع
قال وزير الطاقة البريطاني غريغ هاندز، إن بريطانيا تقود العالم في ابتكار الهيدروجين بفضل الجهود المثمرة لشركات مثل فاتنفول.

وأضاف أن الدعم الحكومي الذي تلقّته فاتنفول سيساعد على تعزيز تطوير الهيدروجين بوصفه وقود المستقبل النظيف والميسور التكلفة. بدورها، قالت مديرة شركة فاتنفول في بريطانيا، دانييل لين، إن من المرجح أن يكون وضع المحلل الكهربائي للهيدروجين على توربينات الرياح البحرية أسرع وأرخص طريقة لتوفير الهيدروجين الخالي من الوقود الأحفوري.

وأشارت إلى أن مشروع أول توربينات رياح بحرية منتجة للهيدروجين يهدف إلى تقليل الانبعاثات من الصناعات الثقيلة، مثل الفولاذ والكيماويات.

وقال الرئيس التنفيذي لميناء أبردين، بوب سانغينيتي، إن المشروع يعدّ تطورًا رائعًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر واستخدامه على اليابسة، ويعكس البراعة والمهارات التي تتمتع بها مدينة أبردين. وأشار إلى أن مشروع أول توربينات رياح بحرية منتجة للهيدروجين سيعزز سمعة مدينة أبردين بصفتها رائدة في إنتاج الهيدروجين النظيف، وسيحدد المسار لتطوير هذه القطاعات.