تستعدّ الوكالة الدولية للطاقة الذرّية للتعاون مع الأردن، لاستكمال مشروعات البرنامج النووي، الذي يتجه إلى الاستخدامات السلمية، مثل توليد الكهرباء وتحلية المياه.
وقال نائب مدير عامّ الوكالة، هوا ليو، خلال زيارته إلى عمَّان اليوم الأحد 29 مايو/أيار، إن الأردن يعدّ شريكًا مهمًا بالنسبة للوكالة، وله دور بارز في التعاون معها، كما تُقدِّم الوكالة دعمها للأردن في مختلف المجالات الصحية والزراعية، وفي مجالات تحلية المياه والتعدين.
وأضاف المسؤول الدولي -خلال تفقُّده المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب في جامعة العلوم والتكنولوجيا، برفقة رئيس هيئة الطاقة الذرّية الأردنية خالد طوقان- أن الطاقة النووية لها مجالات واسعة ومتعددة في الاستخدامات السلمية.
التعاون بين الوكالة والأردن
قال هوا ليو، إن الوكالة الدولية للطاقة الذرّية مستعدة للتعاون مع المملكة لاستكمال مشروعات البرنامج النووي الأردني، مشيدًا في الوقت نفسه بالمراحل التي قطعها الأردن في هذا المجال.
واستمع نائب مدير عامّ الوكالة الدولية إلى شرح مفصل عن مراحل إنشاء المفاعل وتطوره، بالإضافة إلى استعراض أهم المعايير والضوابط المتعلقة بالأمن والسلامة العامة داخله، وفق ما نقل موقع تلفاز “المملكة” الأردني.
من جانبه، قال رئيس هيئة الطاقة الذرّية الأردنية، خالد طوقان، إن امتلاك الطاقة النووية السلمية حقّ سيادي لكل دولة. وأوضح أن الأردن ملتزم بكل معايير الأمان والسلامة النووية ونظام الضمانات التي تطبّقها الوكالة لضمان نجاح أيّ برنامج نووي. وشدّد طوقان على أن منظومات الأمان النووي هي من أهم عناصر البرنامج النووي الإيراني.
المفاعل النووي البحثي
قال مدير المفاعل سامر قاهوق، إن المفاعل البحثي الأردني من أحدث وأكثر المفاعلات تطورًا في المنطقة العربية، إذ إنه مخصص للتدريب والبحث وإنتاج النظائر الطبية المشعّة.
وأكد قاهوق أن المفاعل سيشكّل نقطة ارتكاز لتأهيل وتدريب المهندسين والمختصين في مجالات الهندسة والتقنية النووية، لافتًا إلى إجراء جميع القياسات وتنفيذ الدراسات البيئية اللازمة عند تشغيل المفاعل، بما يلبي متطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرّية، وأفضل المعايير العالمية للأمن والأمان النووي. وأضاف أن المفاعل يعدّ الوحيد من نوعه في دول المشرق العربي، في حين يضم المجمع بأكمله مفاعلًا نوويًا ومركزًا تدريبيًا وتعليميًا، بالإضافة إلى وحدات لتصنيع وإنتاج النظائر الطبية المشعة، تضم 11 خلية ساخنة ومرفقًا لمعالجة النفايات المشعة.
مركز سيسامي
زار نائب مدير عامّ الوكالة الدولية للطاقة الذرّية مركز سيسامي البحثي في علان، والذي أجرى 120 مشروعًا بحثيًا باستخدام الخطوط الإشعاعية الـ3 العاملة فيه، وهي خط الأشعة السينية والأشعة تحت الحمراء وخط علوم المواد.
واستمع ليو إلى موجز عن نشاطات المركز العلمية، كما زار أقسامه وتفقَّد التجهيزات لافتتاح خط الأشعة السينية الناعمة الجديد في منتصف يونيو/حزيران المقبل. ويعمل المركز على افتتاح خط التوموغرافي مطلع عام 2023 المقبل، إذ أشاد ليو بالتعاون الوثيق بين الوكالة الدولية للطاقة الذرّية ومركز سيسامي.
البرنامج النووي الأردني
بدأ البرنامج النووي الأردني في عام 2017، إذ عمل الأردن على تطوير قدراته النووية للاستفادة من هذه الطاقة الجبارة في الاستخدامات السلمية، وفي مقدّمتها تحلية المياه وتوليد الكهرباء.
وزاد الاهتمام بالطاقة النووية مؤخرًا مع مساعي الدولة لتوفير المزيد من الكهرباء المنتجة من المصادر غير الأحفورية. وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020، بحث الأردن مع خبراء من الاتحاد الأوروبي إمكان تطوير مجالات الأمن النووي وإدارة النفايات المشعة.
جاء ذلك ضمن مشروع “تقديم المساعدات المتعلّقة بتطوير وتعزيز قدرات هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن والجهات ذات العلاقة بإدارة النفايات المشعّة في الأردن”، الذي يموّله الاتحاد الأوروبي.