للتنقيب عن النفط والغاز.. نيجيريا تطرح جولة عطاءات للمرة الأولى منذ 15 عامًا

بعد توقّف دام نحو 15 عامًا، تعتزم نيجيريا طرح جولة تراخيص جديدة للتنقيب عن النفط والغاز في المياه العميقة، بهدف زيادة الإنتاج المحلي، في ظل الصعوبات التي تواجه الحقول البرية. وتُعَد نيجيريا أكبر منتجي النفط الخام في القارة السمراء، ورغم ذلك؛ فإن البلاد تواجه تحديات عديدة تجبرها على استيراد المنتجات النفطية من الخارج، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. ويتراوح إنتاج النفط في نيجيريا بين 1.3 و1.4 مليون برميل يوميًا، بسبب ضعف الاستثمارات في قطاع النفط والغاز. ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2021، لم تتمكن الدولة من تلبية حصتها الشهرية في تحالف أوبك+ لإنتاج النفط، البالغة 1.8 مليون برميل يوميًا.

التنقيب عن النفط والغاز
ستطلق الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، جولة عطاءات لـ7 مربعات في المياه العميقة في نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، وفقًا لبلومبرغ. وأصدرت الحكومة النيجيرية العشرات من هذه التراخيص بين عامي 1993 و2007، لإنتاج النفط والغاز من مياهها العميقة، لكنها توقفت منذ ذلك الحين. وقال رئيس هيئة تنظيم النفط في نيجيريا، غبنغا كومولافي، تقع المربعات النفطية المقرر طرحها على أعماق تتراوح بين نحو 1200 متر و3100 متر. وأضاف كومولافي أن هذه المربعات تقع قبالة مدينة “لاغوس” في جنوب غرب نيجيريا وليس قبالة ساحل دلتا النيجر إلى الشرق؛ حيث تتركز معظم صناعة النفط في البلاد. وتعاني البنية التحتية لعدد من الحقول الكبيرة النفطية، خاصة في دلتا النيجر، مشكلات عديدة فنية، وأخرى متعلقة بنقص عمليات الصيانة؛ ما يُضعف إنتاجيتها. وتُقدر شركة النفط الوطنية خسارة 470 ألف برميل يوميًا بسبب سرقة النفط، خاصة من إقليم دلتا النيجر الغني بالخام؛ ما يعادل قرابة 95% من الكميات المنقولة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

إنتاج نيجيريا من النفط
انخفض إنتاج النفط النيجيري إلى أدنى مستوى له منذ عدة عقود، عند أقل من 1.2 مليون برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول (2022)، وانخفض إلى النصف تقريبًا منذ الربع الأول من عام 2020. وتلقي الحكومة باللوم على تفشي سرقة النفط الخام من خطوط الأنابيب التي تتقاطع مع دلتا النيجر، في إغلاق الآبار وطرد الاستثمارات. وتراجع إنتاج نيجيريا من النفط، خلال المدة من عام 2012 حتى 2021، بنحو 40%، ويسجل الإنتاج اليومي في البلاد عجزًا يقارب 500 ألف برميل، بسبب عدة عوامل؛ أبرزها سرقة الحقول النفطية في البلاد. وبلغت خسائر نيجيريا من الصادرات، بسبب سرقة النفط، في الربع الأول من العام الجاري، نحو مليار دولار. وفي السنوات الأخيرة، مثّل إنتاج النفط والغاز من المياه العميقة بقيادة شركات دولية مثل شل وتوتال إنرجي نحو 35% من إجمالي الإنتاج في نيجيريا، لكن هذه النسبة ارتفعت هذا العام (2022)، في ظل صعوبات الإنتاج من الحقول البرية. وتعمل توتال إنرجي في الدولة الأفريقية منذ أكثر من 60 عامًا، وتمثّل نيجيريا واحدة من الدول الرئيسة المُسهمة في إنتاج الشركة من الهيدروكربونات. بالإضافة إلى منح تراخيص جديدة، تشجع الحكومة المطورين الحاليين على التوسع في تطوير حقولهم البحرية. وفي وقت سابق من هذا الشهر، استأنفت هيئة تنظيم النفط في نيجيريا، طرح جولة عطاءات منفصلة للشركات المهتمة بتسويق الغاز الذي يُحرَق من قِبل منتجي النفط. وتمتلك نيجيريا أكبر احتياطيات غاز مؤكدة في أفريقيا، التي تقدَّر بأكثر من 200 تريليون قدم مكعبة من احتياطيات الغاز المؤكدة، إلا أن معظمها غير مستغل أو يُحرَق أو يعاد حقنه في آبار النفط. وحددت غرفة الطاقة الأفريقية قدرة نيجيريا الإنتاجية السنوية من الغاز عند 1.450 مليار قدم مكعبة، في ظل تعافي البلاد من انخفاض مستويات الإنتاج لعام 2020 بسبب جائحة كورونا.